رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الهوا

تحت ستار تأييد الرئيس السيسى، تقوم مجموعات من أنصار النظام الذى أطاحت به ثورة 25 يناير، وتقوم هذه المجموعات بتوجيه إهانات بالغة للقوات المسلحة المصرية، ولأن هذه المجموعات تعلم بيقين ان المصريين بكل انتماءاتهم يرفضون بكل الحسم توجيه أى إهانة لقواتهم المسلحة الوطنية، فإنهم - أى هذه المجموعات - تستخدم أسلوبا غير مباشر فى توجيه اتهاماتها وإهانتها للقوات المسلحة المصرية.

تفصيل ذلك أن أحدا لا يجهل حقيقة موقف القوات المسلحة إبان ثورة 25 يناير، ولا شك ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد اطلع على المعلومات الحقيقية حول هذه الثورة، واتخذ المجلس قراره التاريخى بالانحياز لثورة الشعب فى 25 يناير، وكان هذا القرار من أهم الأسباب التى أدت إلى نجاح ثورة يناير فى الإطاحة بنظام حكم فاسد وفاشل.

على ضوء هذه الحقيقة، فإن من يصف ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة ضد الشعب المصرى يتهم فى نفس اللحظة القوات المسلحة بالضلوع فى هذه المؤامرة سواء بعلم أو بجهل.

فالاجتماعات المكثفة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لدراسة كل ما يتعلق بثورة الشعب فى 25 يناير، انتهت دون شك إلى معرفة حقيقة هذه الثورة، وكل الملابسات المتعلقة بها. والأمر على هذا النحو لا يحتمل إلا أمرين لا ثالث لهما.

الأول: أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة علم بأن هذه الثورة ليست سوى «مؤامرة» ضد مصر حركتها قوى معادية مستغلة بعض قطاعات من الشعب المصرى.

وهنا تصبح القوات المسلحة المصرية - بمنطق من يرى أن ثورة يناير مؤامرة - شريكا أساسيا فى تنفيذ هذه المؤامرة، لأنها - أى القوات المسلحة  - دعمت المتآمرين ومكنتهم من النجاح فى الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق مبارك.

الثانى: أن يكون المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية قد اتخذ قراره بالانحياز لثوار يناير دون أن يتحقق من ملابسات الثورة، ودون أن يدرك ان هذه الثورة ليست أكثر من مؤامرة على مصر.

ومعنى هذا ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة اتخذ قرارا بدعم متآمرين على مصر دون ان يتحقق من أهدافهم.

ومعنى هذا منتهى الإهانة للقوات المسلحة التى يتهمها هؤلاء ضمنا بأنها تتحرك لمواجهة أمور خطيرة تتعلق بمصير الوطن بطريقة عشوائية ودون معرفة دقيقة بحقائق الموقف.

أما محاولة هذه المجموعات الفصل التعسفى بين ثورة يناير وموجتها الثانية فى يونيو، فلأنهم ينافقون نظام الحكم الحالى الذى اكتسب شرعيته من الموجة الثانية لثورة يناير.

إذا أردنا أن تستقيم موازين حكمنا على مواقف المواطنين، فلا بد ان ندرك ان من يوجه اتهاما لثورة يناير بالتآمر لا يستثنى موجتها الثانية فى يونيو، وان هذه الجماعات هى التى توجه الاتهام إلى القوات المسلحة المصرية، بالاشتراك فى التآمر على مصر سواء بقصد أو بغفلة.