رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

كنت مقبلاً منذ ثلاثة وأربعين عاماً على الالتحاق بالصف الأول الإعدادى، بعد نجاحى بتفوق باهر فى الشهادة الابتدائية، عندما أعلن الرئيس الراحل أنور السادات حرب تحرير سيناء وعودة الكرامة إلى المصريين والأمة العربية، كنت أرى فى سن الطفولة حالة الانكسار الشديدة فى عيون المحيطين بى من الأجداد والآباء والأمهات، قبل السادس من أكتوبر، ويوم اندلعت حرب الكرامة، تحولت حالة الانكسار إلى عزة وفخار بعد النصر العظيم الذى حققه الجيش المصرى على العدو الصهيونى.

أذكر جيداً منذ نعومة أظافري مثل كل أبناء دمياط القريبين من بورسعيد الأحاديث المريرة عن الهزيمة فى عام 1967 وحالة الإحباط واليأس الشديدة التى سيطرت على المصريين فى هذا التوقيت.. وأذكر أيضاً كيف كنا ونحن تلاميذ صغار نهرع الى الخندق أسفل المدرسة هرباً من أن ينالنا أى سوء خلال المدة من 1967 وحتى 1973، وكيف كانت إدارة المدرسة الابتدائية تغير ملامح زجاج النوافذ فى الفصول باللون الأزرق أو وضع الملصقات على الزجاج، خوفاً من أن ينالنا العدو الصهيونى بأى سوء أو أذى.

فى كل عام منذ 6 أكتوبر عام 1973 وحتى الآن يتملكنى حديث الذكريات المريرة بعد الهزيمة فى 1967، وحالة الفرح الشديدة والبهجة بعد النصر العظيم فى 1973، وكيف حول السادات  حالة الخزي والعار الى فخر واعتزاز، وكيف حول الإحباط واليأس الى الأمل فى حياة أفضل، رأيت هذا فى عيون الآباء والأمهات  وأنا مازلت طفلاً صغيراً، حرمته الهزيمة مثل باقى أقرانه من اللهو واللعب، والإنصات الى الأمهات والآباء الذين كان لديهم الأمل فى النصر العظيم على الأعداء وعودة الأرض المصرية المسلوبة التى احتلتها إسرائيل.

وأذكر فى هذا اليوم كيف كان أهل قريتى الزرقا فى ظهر الجنود البواسل الذين خاضوا حرباً ضروساً من أجل الكرامة والعزة للمصريين.

رأيت فى هذه السن المبكرة، الأهالى يستمعون الى حديث الرئيس السادات الذى يعلن تحطيم خط بارليف وتكبيد العدو  خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات وتحقيق العبور العظيم فى 6 ساعات، ولم يكن تفارق عينى أبداً من أعلى سطح منزلى المطاردة التى قام بها نسور الجو المصريون لطائرة العدو  حتى أسقطوها والقبض على طيار العدو الذى اقتاده الأهالى الى مركز الشرطة، ولست وحدى الذى عاش لحظات انكسار الأمل  ثم فرحتهم بعد النصر والعبور.

فتحية لجيش مصر العظيم فى ذكرى النصر وتحية مستمرة له فى حربه على الإرهاب الحالى ومشاركته فى تنمية البلاد.. ويرحم الله السادات الأسطورة الذى حقق معجزة عسكرية بالنصر، ستظل نبراساً يهتدى به العالم حتى تقوم الساعة.

[email protected]