رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأي الوفد

بالقطع لن تعدم المسيرة الوفدية سبيلاً إلي مرتكزاتها الوطنية، ولن تفقد بوصلتها اتجاهها الصحيح صوب مبادئ وثوابت الوفد التي هيأت له موقعاً فريداً في الضمير الوطني علي مدى تاريخه النضالي الطويل.

   فواقع الأمر، وتحت أي ظرف، تدرك قيادات الوفد، كما يعي كل وفدى، أن الوفد لا يملك رفاهية الانشغال بمشكلات داخلية عن مسئولياته الوطنية، ولا تتيح الأجندة الوطنية المزدحمة أن ينكفئ الوفد علي ذاته دون رؤية تستجمع كافة مفردات المشهد الوطني؛ إذ لا تتيح التحديات والمخاطر المحيطة بالوطن فرصاً مشروعة لغياب الوفد عن مشاركته الفاعلة في إنجاز متطلبات تجسيد الطموحات الثورية التي طالما بشر بها الوفد، وبادر بالإعلان عن شرعيتها، وفتح أبواب بيت الأمة أمام مختلف التيارات الوطنية لتنهض بمسئولياتها تحت رعايته كأكبر الأحزاب وأعرقها؛ ومن ثم فمسئوليات الوفد لا يمكن أن توفر له مواقع بعيدة عن الهم الوطني.

يؤكد ذلك، ويشير إلي خصوصية الوفد في التجربة المصرية، تهافت القوى السياسية علي متابعة ورصد ما يدور داخل بيت الأمة، وما واكب ذلك من اهتمام إعلامي كبير، يخطئ من يظن أن دوافعه بعيدة عن ثقل الوفد كمؤسسة راسخة في الضمير الوطني.

من هنا تفقد منطقيتها كل المزاعم الرامية إلي بث قناعات تفيد إمكانية انحسار شعبية الوفد نتيجة لما يمر به من أحداث؛ ذلك أن الأمر علي هذا النحو يتجاهل الكثير من عوامل قوة الوفد بامتداده التاريخي، ومدى ما يحوزه من قيم وطنية لطالما التف حولها الشعب. 

فحقيقة الأمر أن جوانب أخرى مضيئة لا ينبغي إهدار دلالاتها؛ ففوق ما تأكد من احتضان الوفد لتيارات متعددة تعبر عن محتواه الوطني الثري؛ فإن انشغال الرأي العام بأحداث الوفد علي نحو غير مسبوق لم يتحقق إزاء مشكلات حقيقية ضربت استقرار الكثير من الأحزاب والقوى السياسية ما هو إلا إشارة بالغة الدلالة علي تفرد الوفد، وسمو مكانته في الحياة السياسية، وإن لم يكن الأمر يخلو من محاولات «البعض» العبث داخل البيت الوفدي تحقيقاً لمآرب قديمة لم تجد طريقها إلي النجاح، أو أغراض جديدة نتيجة رواج جملة من الممارسات التجارية التي طغت علي سطح الحياة السياسية في المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن منذ ثورة يناير 2011.

والحال كذلك، يدفع الوفد «إعلامياً» فاتورة مستحقة لخصوصية موقعه في الحياة السياسية، ولثراء محتواه الفكري المتنوع، وهو ما عجز البعض عن تفسيره بمعزل عن قيم راكدة فقدت صلاحيتها لرصد وتحليل كل تفاعل سياسي خارج أطره التقليدية؛ إذ رآه البعض بوادر انشقاق في البيت العتيق.

غير أن الأيام المقبلة ستؤكد أن مبادئ وثوابت الوفد أقوى من كل دعاوى الفرقة، وأقدر علي جمع أبناء الوفد تحت الراية الوفدية الموحدة؛ فسبيل واجب إلي وحدة أبناء الوطن في مواجهة أعدائه، لا ينال منطقيته بعيداً عن بيت الأمة، متى استمسك الأخير بمبادئه وثوابته السياسية، وقيمه الإنسانية النبيلة، ما جعل من الوفد «أمانة تاريخية» لا يملك أي وفدى حق التخفف من أعبائها.  

«الوفد»