رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى متى يظل الطلاب ضحايا التقييم الظالم لامتحانات الثانوية العامة؟ ما تعلمناه في المدارس منذ طفولتنا أن من جد وجد ومن زرع حصد وأن العمل عبادة ومن المستحيل أن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ما تعلمناه أن من غشنا فليس منا، ولكل مجتهد نصيب، ومن طلب العلا سهر الليالي، لكن ما شاهدناه في امتحانات الثانوية العامة على مدى الخمس سنوات المنصرمة يتنافى تماماً مع كل ما تعلمناه ورسخ في أذهاننا بل ويدفع أبناءنا وبناتنا للكفر به واليقين في أن قيم الجد والاجتهاد والمثابرة والعمل والاستذكار والتعلم كلها باتت بالية أو على الأقل موضة قديمة، ويؤكد أننا نعيش العصر الذهبي لنمو ثقافة الغش والفهلوة والتنشين والبلطجة وغيرها من الأمور التي انحطت بتقييم طلاب وطالبات الثانوية العامة إلى أسفل سافلين، بحيث مكنت الأضعف من الأقدر وسمحت لمن ظلوا طوال العام يلهون ويلعبون ويمرحون ويتفسحون ويتسكعون على النواصي ويستخفون بالمدرسة والمدرس والمواد الدراسية بالحصول على أعلى الدرجات والالتحاق بكليات لم يصلها زملاؤهم ممن سهروا الليالي وذاقوا الأمرين في سبيل التحصيل والاستذكار والتعلم.

عندما سألت إحدى الطالبات النابهات وهي تستعد لخوض معركة الثانوية العامة لعام 2016 – 2017 عن توقعاتها بالنسبة للسنة الجديدة ومدى قدرتها على تحقيق أحلامها في التفوق؟ أجابتني بمنتهى الصراحة: (أنا لست متفائلة ومتأكدة من أنني لن آخذ حقي مهما ذاكرت ومتوقعة ألا يكون الحصاد على قدر البذل، يا أستاذي الماضي ليس ببعيد والأخطاء هي هي وما الذي يمنع من أن يستنسخ الفشل ويعاد إنتاجه؟ ما هي الضوابط التي تضمن ألا يضيع جهد المتفوق وألا يصل لكليات القمة الغشاشون والفوضويون ولصوص مواقع التواصل الاجتماعي؟ بمنتهى الصراحة ليس هناك أمر من أن ترى من هم دونك علماً ومعرفة وهم يسبقونك في المكان والمكانة، ليس هناك أمر من أن تذاكر وتذاكر ويأتي غيرك في آخر العام ويحصل على الامتحانات وإجاباتها النموذجية ويحتسب بالغش على أنه متميز ومتفوق وأهل للتكريم، ليس هناك أمر من أن تتفرج على حقك وهو يضيع وأن تشتكي لمن لا يسمع وأن تبحث عن العدل في زمن تسيده الظلم).

وأنا من قسوة ما سمعت وثقل وقعه على نفسي، قررت نقل هذه الرسالة إلى الوزير الحالي للتربية والتعليم متسائلاً إياه: هل آلمتك رسالة ابنتك هذه؟ وكيف ستضمن لها ولأمثالها من النابهين التقييم العادل الذي يعيد الثقة لأنفسهم في أنفسهم من أجل بلوغ ما يطمحون فيه ويتطلعون إليه؟ وما هي الخطوات التي ستواجه بها عصابات الإنترنت التي اعتادت تسريب الامتحانات؟ وبماذا سوف تحكم على نفسك إن بقيت في منصبك وتكررت في عهدك نفس أخطاء امتحانات العام الفائت؟.

قد لا تتوفر لديك يا معالي الوزير إجابات فورية شافية كافية لا لقصور فيك وإنما لثقل عبء التركة، لكن اسمح لي أن أعرض على سيادتك بعض المقترحات المؤقتة التي من شأنها إحداث بعض ترميم في بناء متهالك ووضع تقييم يقترب من الموضوعية في الحكم على الطلاب وهو ما أفصل فيه في مقالي القادم إن شاء الله.