عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول الله تعالى فى كتابه العزيز:

{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، حقا، لا بُدّ وأن يأتي النور ليشرق ساطعًا، فارضًا ضياءه، ليقهر الظلام، وينير لنا طريق الحق أينما كان، فهذا وعد الله وكلماته المبينة التى أنارت الأرض جميعاً، ونادت بالحق؛ فلم يخص الله بقعة معينة، ولا حدّد أشخاصًا بعينهم؛ بل حرّم على نفسه الظلم، هكذا تجسد الآية أسمى المعاني، ومنهجًا قويمًا أساسه الحق والعدل.

وتمر بنا الأيام والأحداث؛ لتتجلى صورة الإرهاب المتمثل فى الجماعات المتأسلمة والتنظيمات المشبوهة والممولة كجماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من المسميات الواهية وأشباهها ممن شوهوا ماهية الاسلام وصورة المسلمين، وصنعوا بخبثهم، بل ونفذوا بأيديهم وأيدي الغرب خطة قذرة لاتخاذ الإسلام ساترًا، من خلفه يهدمون العالم الإسلامي، لا يبتغون فيه وجه الله ولا إيمان بدعوة، بل إرادة شيطانية فى الهيمنة، وتقسيم الوطن العربى والقضاء على المجتمعات الإسلامية الحقيقية التى تمتعت منذ طليعتها بالوسطية واللين والدعوة إلى الله بالحب والتقوى وحسن الخلق؛ كما أمرنا الله ورسوله، وها نحن كمصريين، عشنا، ومنذ الفتوحات الإسلامية في مجتمع واحد يحتضن أكثر من ديانة وطنا تجتمع على قمته الأديان السماوية الثلاثة، صنع مواطنوه نسيجًا يصعب اختراقه، وتراصوا كبنيان يشد أذر بعضه فى الحروب والمجاعات وأوقات الأوبئة، وغيرها من كوارث، وإلى الآن، لا يزال عدونا واحدًا، يهدد أمننا وسلامة أبنائنا وعقيدتنا، عبر داء سام اسمه الإرهاب، حاول أن يتلبس عباءة الإسلام ليخفى مخالبه بمساعدة المشروع الأمريكي، أو الأدق لفظًا وموضوعًا «الراعى الحقيقى للإرهاب» والذى تكشفه الأيام والأحداث فصارت خطته وأفاعيله واضحة كشروق الشمس.

ولم يكن أحد يتصور أن يد الإرهاب امتدت وطالت دول العالم دون تفرقة بين دول متقدمة أو نامية وفقيرة، بل اجتاحت أكبر المدن الأمريكية، وتجرع الغرب من نفس الكأس الذي أعده للدول العربية أو مما مارسه بالفعل مع أعظم وأقوى دول المنطقة، فاحتلال العراق كان مثلاً حيًا فى الإرهاب واغتصاب الأرض وخيراتها من بترول وآثار ومقدرات، وهدم كيان دولة وجيش بثقل العراق وغيره من انتهاكات وتسهيلات لإسرائيل فى المنطقة ومباركة بل وحماية احتلالها الصهيونى للأراضى الفلسطينية، وإبادة المسلمين فى البوسنة والهرسك وأفغانستان، أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟!

أمريكا هي الأرض الحاضنة وإدارتها الراعية للإرهاب، تلوم الشرق وتعيب على الإسلام والمسلمين، وهى التى سمحت للإرهاب أن يتربى ويترعرع في حضنها، سواء بالرعاية والتنظيم لتنفيذ مخططها فى تدمير استقرار دول الشرق أو تهيئة المناخ الذى يخرج جموعاً من البشر لا تريد إلا الانتقام والخراب، ردًا على ما تعرضت له من قهر وضياع وخراب على أيدي تلك الدول التى تدعى تقززها ونفورها من العنف، وتنسبه لغيرها الآن!

وكأن العالم أبكم، أصم، لا يعرف أنها هى أساسه ومنبعه، والممارس الأول للإرهاب فى المنطقة، والسؤال؛ لماذا نرى القوى الأمريكية، بل العالمية بكل ما تمتلك من أسلحة وتقنياتها خرافية الحداثة، لم تستطع القضاء على داعش وذيولها التى امتدت إلى أقصى دول العالم تقدمًا وازدهارًا؟!

ألم يدعُ الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة، موجهًا دعوته لإقامة مؤتمر عالمى لمناقشة طرق القضاء على الإرهاب، ونحره نهائياً؟!

لكن لا شيء يحدث، ولا ساكن يتحرك، فكيف تعلن أكبر دول العالم عن فضائحها وفسادها وهى الممول الأول والأساسى لتجارة السلاح والعربدة فى البلاد، وما تمارسه من طغيان وتقسيم وفساد، وليست بلادنا العربية الإسلامية هى التى تحتل وتقتل وتحرق تاريخا وتدمر حضارات وتعيش على دماء البشر، وتبيع لهم الموت وتستبيح أوطانهم، ويحين الوقت ويحل القدر بيد الله عز وجل ليتجرعوا من نفس عملهم، لتمتد يد الإرهاب «وليدهم المدلل» إلى بطون أراضيهم وفى عقر ديارهم، فهنيئًا لكم ما زرعتم ورعيتم من إرهاب وفوضى، ها هو صار منكم وإليكم!