رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دخل إلى عالمنا وخرج فى الشهر نفسه، كان ميلاده فى 6 سبتمبر 1924 ورحيله فى مثل يومنا هذا 16 سبتمبر عام 2006 عن عمر يناهز اثنين وثمانين عاماً، حافلة بالتجارب الفنية والإنجازات الدائمة والتطور المستمر، فقد تأثر المهندس منذ نشأته بشخصية نجيب الريحانى، التى كان شغوفًا إلى متابعتها مسرحياً، وأصبح حلم حياته فى صباه أن يسير على نفس الدرب.

لدرجة أنه وهو طالب بكلية التجارة انضم لفرقة الريحانى حتى يتمكن من الوقوف مع حلم عمره على خشبة مسرح واحد إلا أن هذا الأمر لم يتيسر له، وبقيت رغبته مكبوتة بداخله تبحث عن منفذ للخروج والتحقق.

وبفحص الشخصية الفنية الكوميدية للريحانى نستطيع أن نقول إن المهندس امتداد أصيل متطور لمدرسة نجيب الريحانى، إلا أن التقدم الحضارى والثقافى والتكنولوجى، من تطور آليات المسرح وتقنيات السينما وظهور الراديو والتليفزيون أضافت بلا شك إلى المهندس رصيدًا فنيًا غنيًا جداً، يجعل منه بلا منازع أسطورة الكوميديا المصرية، فقد قدم الكثير من المسرحيات على خشبة المسرح فى خلال عقود مختلفة، وحتى نهاية حياته وهو يلعب دور الأب للشباب والشابات، ومن منا لا يتذكر (قفشاته) مثل «بلاها نادية وخد سوسو» فى مسرحية «سك على بناتك»، فقد كان عشقه للمسرح يفوق كل شىء، لدرجة أنه كان يعرض مسرحية (إنها حقًا عائلة محترمة) وهو مصاب بجلطة فى القلب وكان يغالب مرضه بالوقوف على خشبة المسرح، حتى وصل بالفعل إلى الشفاء منها، وقال له الأطباء: إن المسرح قد شفاك.

كما قدم المهندس ما يتجاوز السبعين فيلمًا سينمائيًا كوميديا، بين البطولة المطلقة والبطولة الجماعية والدور الثانى (السنيد)، ولعل وجود المهندس كدور ثان فى العديد من الأفلام هو الذى أتاح لتلك الأفلام النجاحات الجماهيرية المبهرة فلا يمكن لأحد أن ينسى دوره فى فيلم صاحب الجلالة ولازمته الشهيرة (طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره على مين يعاديه هاى هى)!!

كما قدم المهندس أشهر ثنائى فنى فى المسرح والسينما المصرية، والذى جمع بينه وبين الفنانة الرائعة شويكار، هذا (الدويتو) الفنى الكوميدى الذى لم يتكرر حتى الآن، كما قدم بمصاحبتها ومنفردًا تراثًا رائعًا من الغناء الدرامى فى المسرح والسينما، كذلك لم تحرم الإذاعة من إبداعات المهندس، بل ظلت جزءًا أساسيًا فى مشروعه الفنى منذ بداياته الفنية، من خلال البرنامج الكوميدى (ساعة لقلبك) إلى البرنامج الاجتماعى (كلمتين وبس).

حتى الطفل لم يخرج من دائرة اهتمام المهندس، وقدم له أحلى وأجمل وأنضج فوازير للطفل، وهى فوازير عمو فؤاد وهى فى هذا المشوار الطويل من العطاء لم ينس مسئوليته فى تقديم جيل جديد يكمل مسيرة الفن والكوميديا، فقدم العديد من النجوم أمثال عادل إمام وسيد زيان وفاروق فلوكس ومحمد أبوالحسن.. إلخ، وعلى الرغم من أنه هو الأستاذ بالنسبة لهم، إلا أنه لم يترفع عن الوقوف خلفهم فى أعمالهم الفنية كدور ثان، فكبير القيمة، مثل فؤاد المهندس لا تضيف له الأعمال بل هو أعظم إضافة لأى عمل، وهذا ما سيذكره له التاريخ.