حكاوى
فعلاً نضم صوتنا لصوت المستشار بهاء الدين أبوشقة سكرتير عام حزب الوفد الذى حدد شرطين مهمين للبرلمان القادم، وهما التوافق والمدنية، وهو ما أطلقه حزب الوفد على لسان الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس الوفد فى احتفال الزعماء الثلاثة سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، عندما قال لابد أن يكون هناك توافق وطنى على مقاعد الفردى والقائمة، من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالبرلمان القادم.
الوفد هنا يعد ظهيراً وطنياً مدنياً للدولة الجديدة، يكون قادراً على تنفيذ مبادئ ومقررات ثورة 30 يونية، وأذكر هنا هذا القول الذى أعلنه «أبوشقة» فى الهيئة الوفدية، «الجمعية العمومية للحزب» خلال انتخابات الهيئة العليا للحزب فى أبريل الماضى، بهذا الشكل يكون البيت الوفدى حريصاً كل الحرص على أن تعبر البلاد هذه المرحلة الدقيقة من عمرها فى أمان بعيداً عن أية أخطار، وأكبر خطر هو عدم وجود توافق وطنى بين التيارات المدنية، لأن هذا يسمح بصعود نواب لا يعملون لصالح الدولة الجديدة ويعرقلون المسار الوطنى الجديد الذى تنتهجه مصر.
رؤية «البدوى» و«أبوشقة» فى هذا الصدد تجنب البلاد مخاطر ومؤامرات تحاك ضد الوطن، وبالتالى لابد من تحقيق إرادة المصريين فى العبور الى بر الأمان، ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان البرلمان القادم تغلب عليه صفة التوافق بين الأعضاء من التيارات المدنية وبغير ذلك ستكون هناك كارثة بكل ما تحمل من معنى على الدولة الجديدة، والبرلمان القادم ـ كما يقول حزب الوفد ـ سيحقق أهدافه المرجوة منه فى حالة وجود التوافق الوطنى، خاصة كما يقول «أبوشقة» أمامه مهام جليلة وعظيمة وغابة من التشريعات التى يجب إقرارها خاصة القوانين التى صدرت بقرارات من رئيس الجمهورية وتجاوزت «350» قراراً بقانون فى غيبة البرلمان، ولابد من التصديق عليها خلال «15» يوماً طبقاً للدستور.
الإعلان المبكر لحزب الوفد عن وجود توافق وطنى بعيد عن التناحر السياسى بين التيارات المدنية، يعنى خوفه على الدولة الجديدة ويعنى أيضاً حرصه على تجنب البرلمان أية أخطار قد يتعرض لها. رؤية الوفد التى التفت حولها الأحزاب السياسية المدنية لابد أن تدخل حيز التنفيذ فى أسرع وقت خاصة أننا بتنا على أبواب إجراء الانتخابات ولا يجوز بأى حال من الأحوال التأخير.