رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

يجب أن نعترف بوجود أزمة فى الإعلام الخارجى لمصر تتمثل فى عدم قدرة مصر على مخاطبة الخارج. كانت هذه الكلمات الحاسمة بعضاً من تصريحات أدلى بها السفير صلاح عبدالصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أى أنها صادرة عن المسئول الأول عن مخاطبة العالم الخارجى ونقل ما يدور داخل مصر وما يحدث فيها من تطورات بصورة صحيحة إلى سائر أنحاء العالم. وجاءت تصريحات المسئول المصرى الكبير أمام اجتماع للجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب لبحث استعدادات مصر لاستضافة البرلمان الأفريقى بمدينة شرم الشيخ فى الشهر القادم.

ويحمد للسيد السفير صراحته فى تناول هذا الموضوع الخطير، ولاشك أنه كان يهدف من وراء ذلك إلى حفز مجلس النواب على مساندة هيئة الاستعلامات ودعمها خاصة فى الجانب المالى، حيث ذكر أيضاً أن وزارة المالية خفضت ميزانية الهيئة إلى ١١ مليون جنيه فى الوقت الذى تريد فيه الهيئة فتح ٥ مكاتب جديدة فى عدد من الدول الأفريقية. وإذا ناقشنا هذا الموضوع المهم نجد أن الإعلام الخارجى لأى دولة يشمل عدة عناصر: مكاتب خارجية تنتشر فى الدول التى ترتبط بمصالح حيوية مع الدولة وتكون مجهزة بكل وسائل الاتصال العصرية بمقرها الرئيسى. كوادر بشرية على أعلى مستوى من التدريب وذات قدرات شخصية فى التواصل مع الآخرين مع ضرورة إتقان اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الرئيسية المستخدمة فى الدولة التى تضم المكتب الإعلامى، وفى حال تعذر ذلك تكون اللغة الإنجليزية وإتقانها بديلاً عن اللغة المحلية نظراً لأنها أصبحت لغة عالمية. وأخيراً اعتمادات مالية كافية لتشغيل هذه المكاتب بصورة صحيحة.

إذا وضعنا كل هذه الأمور فى الاعتبار نجد أن رقم ١١ مليون جنيه، الذى تداولته الأنباء كميزانية للهيئة التى تضم حالياً ١٦ مكتباً منها ٧ فى أفريقيا والباقى موزعة فى أنحاء العالم، يمثل دعابة ثقيلة الظل لا مبرر لها ولا تعنى إلا أننا نلقى بأموالنا إلى البالوعات المنتشرة فى ست عشرة دولة.

وإذا نحينا موضوع الميزانيات جانباً فإننا نصطدم بعقبة الكوادر البشرية المؤهلة للعمل الخارجى. ولاشك أن مثل هذه الكوادر يجب أن يتم اختيارها طبقاً لمعايير موضوعية تطبق فيها مبادئ الشفافية بحيث يتم اختيار أشخاص قادرين على تحمل مسئولية إعلام مصر الخارجى دون وساطة أو محاباة. ويأتى بعد ذلك دور التدريب والتأهيل، حيث ينبغى أن يخضع كل من وقع عليه الاختيار لتمثيل مصر إعلامياً فى الخارج إلى دورات مكثفة يقوم بالتدريس فيها كبار الإعلاميين الذين خاضوا تجربة العمل الخارجى، إلى جانب عدد من السفراء والمثقفين ورجال الفكر. ولا يكتمل دور هذه الكوادر التى ستعمل فى الخارج إلا بمساندة قوية ودعم متواصل من المقر الرئيسى فى هيئة الاستعلامات. إذ إن عمل المكاتب الخارجية ينصب أساساً على تزويد الهيئات الإعلامية بالحقائق الأساسية عن الموضوعات التى يتناولونها فى صحفهم وبرامجهم الإذاعية والتليفزيونية. كما تقوم هذه المكاتب بتصحيح الأخطاء التى ترد فى وسائل الإعلام المختلفة عن مصر. وطبعاً لن يتسنى للملحق الإعلامى أن يقوم بهذا الدور إلا إذا كانت الإدارة المعنية فى المقر الرئيسى داعمة ومساندة له بالمعلومات المحدثة والصحيحة أولاً بأول. فى تجربتى القديمة كمستشار إعلامى كنت أقوم بتحديث المعلومات التى أتلقاها من هيئة الاستعلامات بمعلومات أتلقاها من أصدقائى اليابانيين وليس العكس. ولكن ذلك كان يتم نتيجة أننا كنّا نحصل على المعلومات من خلال حقيبة أسبوعية قبل عصر الإنترنت. ولكن هل اختلف الأمر الآن؟ وإذا كان قد اختلف فإلى أى حد؟ للحديث بقية.