رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم تكد تنتهي عاصفة «جروزني»، التي هبت رياحها على العالم الإسلامي، وتحديد المنضوين تحت عباءة «أهل السُنة»، حتى تفجرت حمم بركان المذهبية البغيضة، بين الشيعة والسُّنَّة!

«الخصمان» اللدودان الإقليميان «السعودية وإيران»، يعيشان علاقات متوترة، وهما على طرفي نقيض في نزاعات المنطقة، تُوِّجت بقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما مطلع العام الجاري، على خلفية إعدام المعارض السعودي الشيعي نمر النمر، وما سبقها من فتور، منذ حادث التدافع في مشعر منى العام الماضي، الذي ذهب ضحيته 2297 حاجًا، من بينهم 464 إيرانيًا، وهو ما استدعى منع طهران مواطنيها من أداء الحج هذا العام!

تفجرت الأحداث، خلال الأيام الماضية، بشكل متسارع وغير متوقع، إثر قيام مرشد الثورة الإيرانية «علي خامنئي» بتجديد اتهاماته للسعودية بالتقصير في إدارة ورعاية شؤون الحج، وانتهاز الفرصة لشن هجوم لاذع على المملكة، مدعيًا «أنها وراء إراقة الدماء في اليمن وسوريا والعراق والبحرين»!

لم يتأخر «التضامن» الخليجي، أو الرد السعودي، حيث اعتبر ولي العهد محمد بن نايف، أن إيران «تسعى لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج، وهو أمر لا تقبله المملكة ولا ترضى بوقوعه»، في مفارقة غريبة مع خطبة الجمعة الماضية لإمام الحرم المكي، الذي وجدها فرصة سانحة للدعاء على الشيعة!

الرد الأقوى والمزلزل جاء على لسان المفتي العام للمملكة عبدالعزيز آل الشيخ، الذي أخرج الإيرانيين من رِبقة الإسلام، مؤكدًا أن «الإيرانيين» ليسوا مسلمين، لأنهم- برأيه- أبناء المجوس، وأن عداءهم مع المسلمين أمر قديم، وتحديدًا مع أهل السنة والجماعة!

حفلة التراشق لم تنتهِ بعد، خصوصًا أن الردود الإيرانية هي الأخرى، على لسان كبار المراجع، اتهمت السعودية بأنها «مركز الوهابية المتطرفة التي تشكل خطرًا على البشرية والعالم أجمع»، بينما نددت هيئة كبار العلماء في المملكة بالتدخلات «الفارسية»، ومحاولات التشويش والمهاترات والتسييس التي لا يقرها الإسلام، وتعبث بمشاعر العبادة ومناسك الحج!

المؤسف أن خطر التقسيم يهدد الأمة الإسلامية، التي تحوم حولها خيوط المؤامرة الكبرى، وهي في غنى عن هذه الخلافات التي لن تؤدي إلى شيء، سوى مزيد من الشقاق والفرقة والعداوات والمعارك «الوهمية»، ولن يسفر هذا العداء إلا عن تمزق وهزيمة.

نعتقد أنه عندما تتحكم النزعات الطائفية البغيضة، وتطفو المذهبية اللعينة على العلاقات بين أبناء الملة الواحدة والقبلة الواحدة والإله الواحد والرسول الخاتم، فلا شك أن ذلك عار وحماقة وجهل!

نتصور أن الطائفية، جريمة نكراء تستهدف وحدة الأوطان وتماسكها، ولذلك يجب توقف هذا الهراء، ووقف خلط الأوراق، حتى لا تشيع الفتنة بين الناس، فالمسلمون الآن في أضعف مرحلة في تاريخهم، وليس من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن يستعدي السنة الشيعة، أو أن يستعدي الشيعة السنة.

يبدو أن الأمر لن يمر سريعًا دونما خسائر، خصوصًا أنه لا فائدة من هذا التراشق بين الجانبين، ووصول الأمر إلى حد التكفير.. وما يؤسف له أنه ليس تكفير شخص أو مجموعة بعينها، إنما تكفير مذهب بالكامل يتجاوز عدد المنتسبين له ربع عدد المسلمين في العالم!

لماذا نوقد نار الفتنة في دائرة أهل الإسلام، وزرع الكراهية في القلوب وغرس البغضاء في النفوس.. ولماذا لا يكون الحوار والتواصل والجدل بالتي هي أحسن، بدلًا من تهييج المشاعر واستثارة كوامن الغضب من قبل أتباع الطائفتين، المتحمسين أصلًا للفرقة والتشرذم.

 

[email protected]