رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

كانت الأضحية على رأس المسائل التى اختلف حولها الحجاج فى الفنادق، بعضهم قال إنها سنة واجبة على غير الحجاج، وبعضهم استشهد بالرسول فى حجة الوداع، وبعضهم فرق بين الهدى والأضحية، وخلال المناقشات الحامية كدت أن أشارك بمداخلة، أؤكد فيها أن واقعة سيدنا إبراهيم وابنه، التى افتدى فيها بكبش من السماء، كانت بداية النهاية لعادة تقديم بعض شعوب المنطقة الابن البكر كأضحية فى أوقات الخطر، الله عز وجل اختبر النبى إبراهيم، وطلب منه ان يضحى بابنه البكر مثل الشعوب التى يعيش بينها فى فلسطين، الكنعانيين، والمؤابيين، فوضعه على المذبح وهمّ بذبحه قرباناً للإله، وفى الثواني الأخيرة افتداه الله بكبش من السماء، واضعاً حداً ونهاية لعادة سيئة وهى التضحية البشرية: «خذ ابنك وحيدك، إسحاق الذى تحبه، وانطلق إلى أرض المريا وقدمه محرقة على أحد الجبال الذى أهديك إليه.. ولما بلغا الموضع الذى أشار إليه الله، شيد إبراهيم مذبحاً هناك، ونضد الحطب، ثم أوثق إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب، ومد إبراهيم يده وتناول السكين ليذبح ابنه (تك 22 : 1- 10).

وقد احتفظت لنا النصوص التوراتية بعدد من حالات التضحية البشرية، التضحية بالابن البكر: فميشع «ملك مؤاب» عندما حاصرته قوات يهوشافاط، ملك يهوذا، ويهورام ملك إسرائيل، وملك أدوم، بسبب تمرده بعد وفاة أخاب والد يهوشافاط، ورفضه دفع الجزية لملك إسرائيل «مائة ألف خروف، ومائة ألف كبش مع أصوافها -2 ملوك 3 : 4، هاجموه بجيوشهم: «فلما رأى ملك مؤاب أن المعركة اشتدت عليه، اختار سبعمائة رجل من المحاربين بالسيوف ليقوم بمحاولة شق طريقه ويهاجم ملك أدوم فلم يفلح، فأخذ ابنه البكر الذى كان سيخلفه على العرش، وأحرقه على السور قرباناً لإله مؤاب، مما أثار الغيظ الشديد على إسرائيل، فارتد الإسرائيليون إلى بلادهم - 2 ملوك 3 : 26».
وهذا يعنى أن ما فعله ميشع هذا بحرق ابنه البكر كقربان، كان متبعاً بين المؤابيين قديماً، وأن قربانه كان امتداداً لعادة يعرفها شعبه جيداً، فقد روى فيلون (كونتنو: الحضارة الفينيقية): أنه كان من عادتهم فى حالات الأخطار العامة، أن يضحوا بأعز أبنائهم لإبعاد الكوارث عن أنفسهم، أما فى الأحوال العادية، فإنه كان فى الإمكان إحلال الحيوان محل الضحية البشرية، وبرروا تلك العادة بمثال كريم رواه لهم علماء الأساطير، وهو أن كرونوس عندما نزل الطاعون ضحى بابنه الوحيد وأحرقه تشريفاً لأبيه»، وقد أكد موسكاتى (الحضارات السامية القديمة) هذه العادة فى حالة الخطر، وأنكر فيما تردد عن أن الكنعانيين كانوا يقدمون على تقديم هذه القرابين من الأطفال عند تشييد المبانى.
وتشير النصوص التوراتية إلى أن أسباط بنى إسرائيل تأثروا بهذه العادة وأخذوا بها، فقد أجاز «أحاز بن يوثام» ملك يهوذا، ابنه فى النار وفقا ًلأرجاس الأمم الذين طردهم الأب من أمام بنى إسرائيل – 2 ملوك 16 : 3، وأيضا «منسى بن حزقا» ملك أورشليم (2 ملوك 21 : 6)، وكذلك الشعب نفسه (2 ملوك 17 ، 17 : 31).

[email protected]