عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

يوماً بعد يوم.. تحقق قوات حكومة الوفاق الليبية انتصارات في معارك حاسمة مع مجرمي تنظيم «داعش» الإرهابي.. للسيطرة على أكبر معاقلهم بمدينتي سرت وبنغازي.. وقريباً جداً سيتم الإعلان عن تحرير آخر مواقع التنظيم في سرت.. وطرد عناصره منها.. والذين تدفقوا أصلاً إلى ليبيا بالآلاف.. فراراً من هزائمهم المتكررة في سوريا والعراق.. وهرباً من نيران وقذائف قوات روسيا والتحالف الدولي.

 

** لكن..

هل استعدت مصر لهذا التهديد الخطير القادم من الغرب.. بينما لم ينته جيشها بعد من معركته الشرسة مع ميليشيات وكتائب الإرهاب في الشرق.. في سيناء؟ هل تحسبنا لاحتمال فرار عناصر «داعش» المهزومة من ليبيا إلى الحدود المصرية.. ومحاولتهم اختراقها.. للانضمام إلى زملائهم في سيناء.. أو حتى لمواصلة أعمالهم الإجرامية على الأراضي المصرية.. وفتح جبهة قتال أخرى على الحدود الغربية للبلاد؟!

 

** نتذكر جيداً..

ما حدث في التسعينيات بمصر والجزائر وعدة دول أخرى بمنطقتنا العربية.. ودول أجنبية أيضا.. من أعمال إرهاب وعنف وقتل.. ارتكبها «العائدون من أفغانستان»..  بعد أن وضعت الحرب هناك أوزارها.. وتلقوا الأوامر بالرحيل.. وللأسف فتحنا لهم أبواب الوطن.. وعادوا ليشعلوا بداخله نيران الفتنة والإرهاب والاقتتال.. ولم يهتم العالم بخطورة هؤلاء السفاحين.. إلا عندما استيقظ على هجمات 11 سبتمبر 2001 التي تحل ذكراها الخامسة عشرة بعد غد.. والتي ارتكبتها داخل الأراضي الأمريكية عناصر تلقت تدريباتها في أفغانستان.. وترتبط بتنظيم «القاعدة» الإرهابي.

وربما تكون الحرب في كل من العراق ثم سوريا.. قد أُشعلت شراراتها عمداً.. وبفعل فاعل.. لشحن وإعادة تصدير هؤلاء المرتزقة الإرهابيين إلى هناك.. للانضمام إلى «داعش» الذي هو أيضا صنيعة الغرب.. لينقلبوا على شعوبهم.. ويوقدوا صراعات دموية.. لم تنته بعد.. راح ضحيتها آلاف الأرواح ودمرت بلاد وأوطان.

 

** هذا ما فعلوه بالأمس..

فما بالنا بآلاف الإرهابيين.. الذين سيطردون طرد الكلاب من ليبيا.. حيث «داعش».. أو الذين يفرون أيضا من سوريا.. حيث «داعش» و«النصرة» وغيرها من تنظيمات الشر.. وخاصة مع قرب توصل الدول العظمى والمعارضة السورية إلى اتفاقات وتوافقات حول حلول سياسية لوقف القتال في الدولة الشقيقة والانتقال السياسي لتسوية.. سيكون من بين بنودها حتماً طرد هؤلاء المرتزقة الأجانب.. فإلى أين سيذهبون؟

 

** الفرنسيون..

تنبهوا إلى ذلك.. وأصدر وزير دفاعهم جان إيف لودريان تحذيراً إلى مصر وتونس.. من هذا الخطر الداهم القادم من ليبيا.. وضرورة التشاور والتنسيق بين دول الجوار.. وبينها بالطبع مصر وتونس والجزائر والسودان وفرنسا وإيطاليا.. لمواجهة هذا التهديد.

وهنا دور وزارة الخارجية لسرعة التحرك الفوري والاستجابة للدعوة الفرنسية.. أما الأهم فهو ضرورة التحرك السريع على الأرض.. لحشد القوى العسكرية والأمنية على الحدود الغربية لتأمينها تأميناً كاملاً.. وكذلك باقي المنافذ الحدودية الأخرى.. لمنع تسلل وتسرب هذه العناصر الإجرامية إلى داخل البلاد.. بكل قوة.. وبأي ثمن.

 

** وأعان الله رجال جيش مصر.. درع الوطن.. على معركتهم القادمة.. و«إنا لمنتصرون».. بعون الله.