عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نافذة

في بلدان العالم تعيش أكثريات وأقليات تحاول جاهدة أن تعيش في تناغم، فتعلو النعرات الإثنية أو الدينية أو المذهبية بين وقت وآخر، ثم تتراجع بعض الوقت لسبب أو لآخر حتى يأتي من يفجرها مرة أخرى.. تراجع مثل هذه النعرات والاضطرابات كثيراً ما يكون سببه حكما ديكتاتوريا يقمع التصادم ولا يسمح له بالخروج إلى السطح مهما توترت الأمور تحت السطح.. هكذا نجح صدام حسين في الحفاظ على وحدة العراق الذي التهب بفعل فاعل منذ الغزو الأمريكي عام 2003 وكذلك يفعل غيره..

وأحيانا تكون الإجراءات الدستورية المصحوبة ببعض الحسم أو الكثير منه هي السبب في كبح جماح أي انفلات عنصري، مثلما رأينا في الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة وكما نرى من وقت لآخر في فرنسا وغيرهما.. كذلك نرى في الهند – أكبر ديمقراطيات العالم – اندلاع اشتباكات على خلفية دينية أو عرقية، ولولا الكثير من الحزم لتحولت إلى مذابح..

الولايات المتحدة تصنف مواطنيها دون خجل على أسس عرقية، فهذا من أصول إفريقية أو أسيوية أو أصول لاتينية وهذا أجداده أيرلنديون أو إيطاليون أو أجداده من الألمان، في تصنيف حتى للمواطنين البيض..

ولكن في مصر، الكل مصريون.. أحيانا تنشب بعض الخلافات بين المسلمين والمسيحيين لأسباب بسيطة تدفع للصدام في قرية مافتدق الفتنة الدينية جرس إنذار يتحرك الجميع على صوته لوأدها قبل أن تتفاقم.. وأحيانا يميز بعض السخفاء بين المواطنين بسبب الدين وأحيانا تحدث خلافات مذهبية بسيطة داخل الدين الواحد.. ولكن المحصلة النهائية أن الكل اجتمع على مدى قرون طويلة على أنه مصري، فيما عدا فئة ضالة عندما أعلنت عن مروقها بـ «طظ في مصر» لفظها المجتمع بعد أن مضغها ولاكها ولم يهضمها..

أحيانا تسمع شاباً مصرياً يهدد بالتنازل عن مصريته لأنه يشعر بظلم من الدولة، كما سمعت من بعض أبنائنا طلاب الثانوية العامة في الخليج.. ولكن عندما تتمعن في التهديد تجد أن هذا الشاب يهدد المجتمع بأغلى ما لدى الشاب وأعز ما يملك المجتمع وأكثر ما يمكن أن يؤلم قلوبنا ليحظى بانتباهنا وهو «مصريته».. في الواقع هو يعتز بها ويعلم مدى اعتزاز الجميع بها فيستخدمها في التهديد، مثلما يهدد الابن أمه بالانتحار لأنه يعلم «غلاوته» لديها فيحصل على كل اهتمامها.. إن انتماء المصريين مهما قالوا أو هددوا هو عبقرية المصريين التي أبقت هذا الوطن وستبقيه إن شاء الله دائما موحداً وسالماً..