عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي روسيا غداً لها أهمية خاصة.. لأنها قد تضع النقط علي الحروف.. وتوضح هل تعود مصر إلي التعاون مع الحليف القديم لعبد الناصر من خلال شراكة استراتيجية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً..أم ستظل العلاقة مجرد تعاون مع القطب الروسي الكبير مثل غيره؟1

تلك الزيارة مهمة لانها تأتي بعد تعثر الحوار الاستراتيجي الذي جري مؤخراً بين وزيري الخارجية المصري والامريكي وانتهي بالإملاءات الأمريكية المعتادة.. والتي تتعلق بمطالبهم فيما يسمونه بالديمقراطية ومصالح جماعة الإخوان.. وربطها بالمعونات المحدودة التي اعتادوا تقديمها مقابل التنازلات!.

مصر تحتاج الآن إلي التحالف والتعاون الروسي لأنها تمر بنفس المؤامرات والحصار السياسي الذي فرضته عليها أمريكا والقوي التابعة لها خلال فترة الستينيات والسبعينيات.

وربما لا يعلم جيل الشباب أن روسيا كانت الحليف الاستراتيجي لمصر في مواجهة تلك القوي.. ومن معوناتها ومساعدتها غير المشروطة تم بناء السد العالي أعظم السدود المائية العملاقة في العالم.

الحليف الروسي كان صاحب الفضل في بناء قلاع الصناعة المصرية كالحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وكيما للأسمدة وشركات الاسمنت وغيرها وغيرها.. وكلها كانت بمعونات وتيسيرات ومنح.. ومقابل استيراد منتجاتنا لأسواقهم الكبيرة.

الصديق الروسي ساند ودعم مصر بعد نكسة حرب 1967 وبمعوناته وخبرائه وامداداته العسكرية تمت إعادة تسليح القوات المسلحة بأحدث تكنولوجيا الحرب حتي استطاعت أن تخوض حرب الاستنزاف الشرسة ضد اسرائيل ثم العبور إلي نصر أكتوبر العظيم في 1973.

بعدها وبغياب في الرؤية وتجاهل لتجارب التاريخ ونكران للجميل.. أدار السادات ظهره للصديق الروسي.. وارتدي عباءة الامريكان.. ثم سار علي نهجه مبارك.. مكتفياً بملاليم المعونة الامريكية التي ذهب بعضها لأبواب خلفية والبعض في تقديم معدات عسكرية تضمن أن يكون تسليح الجيش المصري أقل من قدرات اسرائيل العسكرية!.

مصر خسرت كثيراً بسياسة العلاقات الباردة مع روسيا.. التي تملك اليوم أعلي ثالث احتياطي نقدي في العالم.. وتتصدر قائمة الدول الأكبر في رصيدها من الذهب وانتاج البترول والغاز.. وفيها أكثر من أربعين مليارديرا يستثمرون في دول العالم.

الاصدقاء الروس قدموا عروضا لبناء مفاعلات الضبعة والدخول بالتمويل والمشاركة في مشروعات البترول والتعدين وفي إعادة إصلاح وتحديث المصانع التي بنوها لنا.. وزيادة السياحة الوافدة منهم من مليون إلي خمسة ملايين سائح سنوياً إضافة إلي فتح أسواقهم أمام الصناعات المصرية!.

مصر تحتاج اليوم إلي البحث عن مصالحها فقط دون مراعاة لخواطر وإملاءات.. والسياسة لابد أن تخدم الاقتصاد بعدما تعدت الديون التريليونين وضاع الأمل في استرجاع الأموال المنهوبة!.

آن الأوان للخروج من الشراكة الامريكية.. وتحرير الإرادة السياسية والاقتصادية لمصر وعودة العلاقات والتحالف مع الصديق الروسي.. فهل يفعل الرئيس؟!