عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بوضوح

24 ساعة من الحسرة والألم والإحساس بالعجز ، 24 ساعة قلبت أفكارى وغيرت معتقداتى.. وجعلتنى أتأكد إنه مافيش فايدة.

24 ساعة فقط ما بين إصابة والدة زميلنا بنزيف فى المخ وبين وفاتها، رحلة عذاب وألم واكتشاف غياب الضمير وإهمال وروتين قاتل فى المستشفيات، 24 ساعة من اللف والتحايل والاتصال بكل مسئول أو من له علاقة بمسئول يمكنه مساعدتنا فى توفير سرير رعاية لوالدة زميلنا لإنقاذها ونقل صفائح دموية لها.

لكن من أكثر اللحظات التى جعلتنى أفقد إيمانى بوجود أى أمل فى إصلاح أو تغيير هى لحظة حديثى مع الدكتور المسئول بمستشفى هليوبوليس، فبعد أن كلمه أحد المسئولين وأكد وجود سرير رعاية فى المستشفى، اتصلنا بهذا الطبيب وأرسلنا له تقرير الحالة على «الواتس آب»، وشرح له أطباء مستشفى زايد التخصصى الحالة تفصيلياً وقالوا له يمكن إرسال التقربر بالفاكس، المهم سرعة نقل المريضة لسرعة إنقاذها فهى تنزف منذ الصباح، إلا أن هذا الطبيب رفض وقال «لازم أتسلم التقرير باليد قبل ما تجيبوا المريضة».. وحاولنا إقناعه بأن وصول التقرير له باليد سوف يستغرق على الأقل 3 ساعات، فالمسافة كبيرة جداً بين الشيخ زايد ومستشفى هليوبوليس، إلا أنه رفض تماماً أية محاولة لإقناعه رغم وصول التقرير إليه بالوسائل الحديثة، وكان رده المكرر على الجميع «هو ده نظامنا»!!!

وخلال التواصل مع هذا الطبيب كانت هناك محاولات مستميتة لإيجاد رعاية فى أى مستشفى أخرى.. دون فائدة، وبعد ساعات طويلة من العذاب والانتظار القاتل والإحساس بالعجز توافر سرير رعاية بمستشفى زايد التخصصى، وطبعاً كانت الحالة تدهورت وساءت وما هى إلا ساعات قليلة ورحلت عن الحياة، رحمها من هو أرحم بعباده.

لو أن هذه الحالة تواجدت فى أى دولة تحترم آدمية مواطنيها وتعترف بأحقيتهم فى العلاج وتوفير رعاية صحية لهم دون فرق، هل كانت ستتعرض لكل هذه المهاترات؟

الأعمار بيد الله وحده، لكن الإهمال واللامبالاة بحياة البشر، وجلوس المسئولين فى الغرف المكيفة، وعدم التحرك لتغيير هذه المنظومة الصحية الفاشلة، فى دولة لا يقوى 80% من مواطنيها على أسعار المستشفيات الخاصة هو نوع من القتل غير الرحيم، فلو أن هذا النظام عاجز عن توفير أبسط حقوق الإنسان فى أن يجد علاجه حين يمرض، ومكانه فى مستشفى حين يحتاجه، فلا طائل ولا جدوى من حديث عن تغيير ولا تقدم، فالأوطان لا تقتل أبناءها.

[email protected]