رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن سيدة الحريات الولايات المتحدة لن تتخلى أبداً عن مدللتها إسرائيل الحليف الدائم للامبريالية العالمية، والشوكة التى غرست فى قلب الأمة العربية، والأحداث فى كل يوم تؤكد أنهما كالتوأم السيامى ملتصقتان ولا يمكن فصلهما، فالاتفاقيّة التى أبرمت بينهما مؤخرا كما أشار تقرير مهم فى فورين بوليسى ستشد من أزر إسرائيل وتعطيها صك الأمان الدائم فى المنطقة فمن خلالها سيتم تزويد إسرائيل لعشر سنوات بمساعدات عسكريّة تبلغ نحو 3.9 مليار دولار فى السنة. إلى جانب ما ستحصل عليه إسرائيل من تكنولوچيا الدفاع، وتعزيز التعاون الأمنى بين البلدين. بالطبع ستفيد هذه الاتفاقيّة مصالح الطرفين. فإسرائيل ستظل متفوقة على المحيطين بها نوعيًا وتكنولوجيًا. وتمتّع إسرائيل بالأمن والقوّة يجنب الولايات المتحدة المشاركة فى حرب أخرى فى الشرق الأوسط، التى تدفع فيها الكثير من المال والأرواح. فمن خلال إسرائيل ستنفذ ما تريده سياسيا وبشكل فاعل ومؤثر فى الشرق الأوسط من دون أن تكون حاضرة عسكريًا على أراضيه. فالجميع يعلم أن إسرائيل بمثابة قاعدةً أماميّةً عسكرية للغرب فى الشرق الأوسط، وبذلك لن تضطر لمركزة حاملة طائرات فى البحر الأبيض المتوسّط، واثنتين فى الخليج على الأقل، ولا إلى بناء قاعدة جويّة أخرى كقاعدة «إنجرليك» فى تركيا، لتخزين عشرات الرؤوس النوويّة. والذى لا يعرف أهمية أسرائيل لأمريكا عليه أن يعلم أنه لولا إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة نشر قوّاتها فى المنطقة ردًا على الحضور الروسى فى سوريا، وعلى ظهور «داعش» فى سيناء. ولا تتعامل إسرائيل مع هذه المسائل من شدّة طيب قلبها، بل لأنّ لديها مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة، ولأن إسرائيل قوة استخباراتية خارقة فى المنطقة. ومن المهم الإشارة إلى أن معظم الأموال التى تحصل عليها إسرائيل بموجب مذكرة التفاهم تبقى فى الولايات المتحدة، وستشترى إسرائيل المعدّات من صناعات الدفاع الأمريكيّة، ما يؤدّى إلى زيادة فرص العمل فى الولايات المتحدة، كذلك ستحظى بفرصة غير مكلفة نسبيًا لتجربة أكثر الأسلحة تطوّرًا على أرض المعركة. وستصبح النظم المضادّة للصواريخ التى طوّرها البلدان جزءًا من نظم الدفاع الأوروبية والأمريكية فى «الخليج العربى». كذلك، التعاون فى مجالى الدفاع الإلكترونى والحرب الإلكترونيّة غاية فى الأهميّة لأمن الولايات المتحدة الاقتصادى والعسكرى.

ومن المعروف أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل برزت بكونها الأهم فى إطار الدعم الأمريكى لإسرائيل، فحلت تلك المساعدات العديد من الأزمات الاقتصادية الإسرائيلية أو حدت منها على الأقل، ناهيك عن أثرها المهم فى تحديث الآلة العسكرية الإسرائيلية وتجهيزها بصنوف التكنولوجيا الأمريكية المتطورة. وهناك مقولة شهيرة لضابط الناتو الأسبق ألكساندر هايج، الذى قال إنه يدعم إسرائيل لأنها: «أكبر ناقلة طائرات أمريكية لا يمكن إغراقها فى العالم، وهى لا تحمل على متنها جنديا أمريكيا واحدا حتى وهى متموقعة فى منطقة حرجة جدا بالنسبة للأمن القومى الأمريكى» الى جانب مساهمة إسرائيل فى المجمع الصناعى العسكرى الأمريكى، خصوصا فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا الروبوتات.