رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

اكثر من 10ساعات عصيبة قضاها زميلنا الصحفى فى بوابة الوفد الشاب اسامة محمد مع والدته المريضة امس الأول بحثا عن سرير عناية مركزة لانقاذ حياتها ،البداية كانت حوالى الحادية عشر صباحا فى استقبال مستشفى الهرم حيث اكد التقرير المبدئى ضرورة حجزها فى قسم العناية المركزة ولكن للاسف جميع الاسرة مشغولة والمطلوب نقل والدته الى مستشفى اخر. طبيب الطوارىء رشح له مستشفى الشيخ زايد التخصصى ،ومع تدهور الحالة اضطر الزميل الى نقلها وهناك كان الرد اجاهز " لايوجد سرير فاضى" وعليه ان يبدأ رحلة عذاب "كعب داير" للبحث عن مستشفى آخر .

اتصل بى الزميل لمساعدته فى العثور على سرير باعتبارى مندوب الجريدة فى وزارة الصحة وبالفعل حاولت الاتصال بالدكتور ايمن صلاح مدير المستشفى اكثر من مرة ولكن سيادته لايرد على التليفون حتى لو كان الرد ثمنه انقاذ حياة مريض من الموت ،ولما لا وسيادته استاذ جامعى ويحظى بمساندة وزير الصحة ،يعنى باختصار فوق مستوى المسائلة!

المهم اتصلت بالدكتور سامح العشماوى امين عام المراكز الطبية المتخصصة باعتباره المسئول الاول عن هذا القطاع الذى يضم الهرم والشيخ زايد ومعهد ناصر والزيتون والبنك الاهلى وعدد اخر من المستشقيات المتخصصة والحقيقة الرجل لم يقصر ورد على الفور  رغم انه كان فى طريق العودة من مطروح بعد زيارة تفقدية شاقة هناك وظلت الاتصالات بيننا مستمرة نحو ساعتين من السادسة الى الثامنة مساء  فيما يشبه غرفة طوارىء للبحث عن سرير فاضى فى العناية المركزة فى أى مستشفى الا ان المحاولات باءت بالفشل وفى نفس الوقت كان الرجل المحترم الدكتور هانى راشد مدير مستشفى الهرم يحاول تدبير سرير ،والدكتور ايمن خلاف نائب مدير مستشفى  الشيخ زايد التخصصى  يجرى اتصالات مكثفة بمستشفيات اخرى متطوعا  لمحاولة انقاذ الحالة ،وبالفعل اخبرنى بعد حوالى ساعة  بوجود سرير فى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة ،ومشكورا اعطانى رقم الدكتور احمد ايهاب  نائب الطوارىء هناك ،ولكن سيادته رفض استقبال الحالة واشترط حضور ابن المريضة بنفسه بالتقرير الطبى من مستشفى الشيخ زايد الى هليوبوليس بمصر الجديدة لعرضه اولا على متخصصين لانه لايستطيع تحمل المسئولية ،اقترحت عليه ارسال التقرير عبر "الواتس اب" توفيرا للوقت حيث ان المشوار فى هذا التوقيت لن يقل عن ساعة ونصف او ساعتين والمريضة فى حالة حرجة ولكن سيادته تعنت وتمسك بموقفه وبالبلدى كدة دخلنا حارة سد.

والحقيقة ان الموقف أصابنى بإحباط شديد وغضب وحسرة على حال المستشفيات والمرضى ،وفى محاولة اخيرة اتصلت بالدكتور احمد محى القاصد مساعد وزير الصحة للطب العلاجى وكان يستعد لركوب الطائرة فى طريقه للأقصر فى مهمة عمل  ابلغته بما حدث فطلب ارسال تقرير طبى  فورا بالحالة عبر "الواتس آب"وخلال دقائق كان قد كلف الدكتور احمد خشية القائم بعمل مدير مستشفى الشيخ زايد بالتوجه بنفسه الى استقبال المستشفى حيث ترقد والدة زميلنا منذ ساعات تصارع الموت وتم نقلها الى العناية مركزة بعد تدبير سرير .

هذه تفاصيل رحلة مريضة من الاف المرضى الذين يحتاجون يوميا الى اسرة عناية مركزة لانقاذ حياتهم ولايجدونها بسبب النقص الحاد فى هذه الخدمة ،وكم منهم  ماتوا خلال رحلة البحث ،فى جريدة الوفد وحدها التى لايتجاوز عدد العاملين فيها 500 شخص إحتاج 3 زملاء لاسرة عناية مركزة لذويهم خلال شهرمنهم الزميلة نادية مطاوع التى فشلت فى العثور على سرير لوالدتها واضطرت لادخالها فى مستشفى خاص على بعد امتار من الشيخ زايد التخصصى ودفعت 25 الف جنيه خلال 3ايام فقط ، وزوج شقيقة الزميل محمد حسنين الذى فشل فى العثور على سرير فى مستشفى 6اكتوبر للتامين الصحى بالدقى وكاد يفقد حياته فى استقبال المستشفى وسط حالة من الاهمال واللامبالاة لولا  نقله الى مستشفى خاص تكبد فيها الاف الجنيهات رغم ان لديه بطاقة تأمين صحى!

يحدث كل هذا فى مصر ولدينا وزير صحة يعيش قى كوكب تانى منعزل تماما عن آلام المرضى وعذابهم ،متفرغ لتصفية حساباته مع خصومه أو لعمل تربيطات وترضيات لمن يتصور انهم يساندونه للبقاء فى منصبه سواء من اعضاء مجلس النواب او مسئولين كبار او جهات اخرى يعرفها هو جيدا ،ولذلك اطالب الرئيس السيسى بتبنى ملف العناية المركزة بنفسه انقاذا لحياة لالاف المرضى الذين يموتون خلال رحلة البحث عن سرير،ولا يستطيعون تحمل نفقات المستشفيات الخاصة .