رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتقد الرئيس السيسى ونظامه كيفما شئت.. فهذه ضريبة الديمقراطية. اذكر ما تراه ملاحظات سلبية على سجل النظام فى ملفى حقوق الإنسان والحريات. من حقلك. إبد ملاحظات على الأداء الاقتصادى الذى قد تراه فاقم المشكلات التى تواجهها مصر. رأي ممكن نتفق ونختلف عليه. يمكنك أن تتجاوز فى الحديث عن الرئيس المنتخب إلى الحد الذى يصل إليه البعض فى وصفه بزعيم الانقلاب.. فثورة 1952 ما زالت توصف فى الكثير من الكتابات مصرية وأجنبية بأنها انقلاب دون أن يؤثر فيها أو يقلل منها الكثير. باختصار قل فى النظام ورئيسه ما قال مالك فى الخمر.. شيء وارد فليس هناك نظام وزعيم تمتعا بتأييد تام من الداخل والخارج، وإنما ارتبط الأمر دوما بوجود معارضين يقفون على الواحدة.

غير أنك تكون أعمى البصر والبصيرة إذا حاولت أن تنكر ما يمكن أن يوصف بالإنجاز التاريخى للرئيس السيسى المتمثل فى الأنفاق التى يتم حفرها أسفل قناة السويس لربط سيناء بباقى الأراضى المصرية من خلال طرق مرور حرة وانسيابية تعوض انفصالها عن مصر على مدار التاريخ. فبغض النظر عن أية مبالغ يتم إنفاقها وبغض النظر عن حاجة مصر إليها فى تلك اللحظة فى مجالات أخرى، فإن هذه الخطوة بمثابة قفزة خطوات للأمام من اجل تحقيق حلم طالما راود الكثيرين بشأن تنمية سيناء.

أكرر، ما قلته سابقا، فأشير إلى أننى على مدى أكثر من ثلاثين عاما اهتممت بسيناء وقرأت باهتمام ما كتب عن تنميتها على مستويات عدة وتمنيت أن أغمض عينًا وأفتح الأخرى لأرى الأفكار النهضوية المتعلقة بسيناء قد تحققت.. ولأن ذلك حلم فلك أن تدرك حجم استبشارى بالخطوة التى تتم الآن على يد الرئيس السيسى. وإذا كان السادات قد أقام نفق الشهيد أحمد حمدى فقضى جزئيا على عزلة سيناء، وإذا كان مبارك، قد أقام كوبرى السلام الذى لم يستغل بعد، فإنه يتضح لك مدى ضخامة الإنجاز الذى تبدو مصر مقبلة عليه وتمضى قدما فيه. إن الفكرة لا تقتصر على نفق واحد أو حتى اثنين أو ثلاث وإنما ستة أنفاق بما يشير إلى مساحة الطموح.. والأكثر مدعاة للفرحة أن من بينها نفقين للسكك الحديدية لتعزيز عملية التعمير التى لا شك أن خطوة الأنفاق ستدفعها قدما إلى الأمام. لن يدرك حجم الأمل الذى يمكن تعليقه على هذه الخطوة إلا من عانى فى عملية المرور إلى سيناء، وقاسى الأمرين وشاهد معوقات نقل البضائع منها وإليها عبر نفق أكل عليه الدهر وشرب، ويدرك الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لسيناء وضرورة ربطها بالوطن الأم. باختصار إنها تسديدة رائعة على الهدف، وأظن، وليس فى ظنى هنا أى إثم، أنه لن يوجد وطنى، مؤيد للنظام أم معارض له، يمكن له أن يتحفظ على مثل هذه الخطوة.

قد تستغرب هذه الكلمات لأنها تأتى من شخص طالما أبدى ملاحظات سلبية على مسيرة النظام القائم على مدى الفترة القليلة الماضية، غير أنى أشير إلى أن أحد عيوبنا أننا ليس لدينا سوى لونين إما أبيض أو أسود رغم أن مساحة الالوان المتعددة بينهما متعددة. ليس هناك ناجح بامتياز، وليس هناك فاشل بامتياز، إنما أداء أى نظام، هو مزيج من النجاح والفشل مع تباين واختلاف مستويات النجاح أو الفشل فى خلطة الأداء. وأظن أن النظام يستحق فى مشروع أنفاق سيناء «امتياز بشرطة» وإن كان للأسف يستحق فى مشاريع أخرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة والتفريعة وغيرهما درجة مقبول.. وذلك موضع حديث آخر!

[email protected]