رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

ليس من سمع كمَن رأى وعاصر . الكلام يبقى كلاماً ما دام مقروءاً أو مكتوباً دون معايشة. سألته عن داعش ومدى صدق ما يُنقل ويُكرر من حكايات عن دمويتها ووحشيتها، فرد بأنه أقل كثيرا من الحقيقة. كيف؟ يجيب شاهدى: «أبشع من خيالك وأقسى من كوابيسك».

وحوش لا بشر، وشياطين كريهة، وجراد يأكل كُل شىء. هو طبيب نفسى يعمل بالأمم المتحدة ويقضى شغله مُتنقلاً بين مناطق الصراع والخطر لتأدية دور إنسانى يتمثل فى تأهيل الناجين من المذابح والكوارث وإعادتهم مرة أخرى للحياة السوية . بعد سنوات الربيع العربى أغلق عيادته بالقاهرة والتحق بالعمل ضمن موظفى الأمم المتحدة فى المجال الإنسانى.

حكى لى الصديق عن شهور قضاها مؤخرا بجبل سنجار حيث يعيش اليزيديون، وهُم قبائل مُسالمة لديها مُعتقدات غير سماوية فى إحدى بقاع العراق، لكنهم كانوا يتعايشون فى حماية القبائل العربية مُنذ قرون دون أى صراعات، خاصة أنهم أميل لاحتراف الزراعة والرعى.

عندما توسعت «داعش» تصور اليزيديون أنهم سيبقون تحت حماية قبائل العراق، لكنهم فوجئوا بهروب تلك القبائل خوفا من عواصف الفزع التى كانت تبثها «داعش» لكسب المزيد من الأرض. ولما دخل مقاتلو الجنون قُراهم جمعوا الذكور البالغين بالآلاف وقاموا بذبحهم ودفنهم فى مقابر جماعية، وضموا الأطفال الذكور لتربيتهم وتدريبهم على القتل والتوحش، ووزعوا النساء على المقاتلين.

وطبقا لشهادات حصل عليها صديقى فإن النساء اليزيدات كُن يتعرضن للاغتصاب من قبل المقاتلين بنهم ووحشية حتى يمل المقاتلون فيهدونهن لزملائهم لتتكرار عمليات الاغتصاب عدة مرات وفى آخر المطاف تُباع تلك الضحايا فى سوق متخصص قرب الحدود السورية بـ50 دولارا للواحدة.

فى الطريق إلى سوق الرقيق تفر بعضهن ليلجأن لمخيمات إيواء تابعة للأمم المتحدة وهناك يحكين البشائع عما يجرى لهن. قال الطبيب إن كثيرات انتحرن بوسائل قاسية بخلاف وسائل الانتحار الناعمة والمعتادة للنساء مثل الحبوب المنومة حتى أنه شهد انتحار سيدة قطعت بطنها وصدرها بسكين حلزونى.

جحيم «داعش» لا يقتصر على النساء المخصصات لامتاع للمقاتلين، وإنما يمتد للرجال الذين يذهبون إلى هناك ظناً أنهم يبحثون عن طريق للجهاد فيكتشفون أنهم بصحبة عصابات حقيرة لا وشائج بينها وبين الدين. وهؤلاء طبقا لشهادة الطبيب النفسى يفشلون فى الخروج لأن الداخل لا يمكنه الخروج إلا مقتولاً، خاصة أن تعليمات الزعيم أبوبكر البغدادى هى القتل لمجرد الريبة فى الهرب.

قال صاحبى ما جرى لهؤلاء سُبة فى جبين المنطقة، والعرب، والإنسانية كلها، ومهما قيل فإن الجيش المصرى يُجنبنا فى سيناء وغيرها فزعاً وقُبحاً ووحوشاً لا يمُكن تخيله.

والله أعلم.

 

[email protected]