عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يظن البعض هذه الأيام أن المنظمة الإرهابية المتطرفة، والتى أعلنت عن نفسها تحت اسم الدولة الاسلامية والتى أيضا اختارت لها خليفة.. تحت اسم أبوبكر البغدادى.. أنها فى حالة انحسار وانكسار.. قد يكون ذلك صحيحا فى الجبهة الشمالية من ساحة القتال.. ساحة القتال التى أعنى بها الشرق الأوسط على اتساعه والجبهة الشمالية هى شمالى العراق وسوريا وقريبا جنوب تركيا.. هذا الانحسار قد يكون نتيجة الضربات الجوية الجادة والدقيقة.. والتى سددتها القوات الجوية الروسية.. لأوكار ومعاقل الدولة الإسلامية.. والتى تم التعارف على تسميتها بداعش.. لقد وجدت روسيا فى مساندة الرئيس بشار الأسد الرئيس الشرعى للبلاد.. ستارا سياسيا لكى تكيل الضربات للمنظمة الإرهابية التى تضم عددا لا يستهان به من مقاتلى الشيشان الذين طالما اقلقوا مضاجع الدولة فى روسيا.. ووجدتها فرصة لتحول شمال سوريا إلى أرض الذبح.. وتنقل المواجهة التى كانت تدور رحاها على الأراضى الروسية.. إلى خارج حدودها.. كما أن الموقف السياسى بصورة عامة يحتم التواجد الروسى فى سوريا لحين الاتفاق على الشكل النهائى للترتيبات على الأرض خاصة أن روسيا لها قاعدة بحرية فى اللاذقية تعتبر النافذة الروسية على شرق البحر المتوسط.. الغنى بالبترول والغاز.. من الحقول البحرية والتى إن دخلت حيز الإنتاج بعد حلول السلام قد يكون لها تأثير سلبي على صادرات الغاز الروسى للاتحاد الأوروبى.

هذا التدخل الروسى أفسد المخطط الأمريكى والذى يتطلب تقوية داعش.. وهى منظمة ترفع شعار الدفاع عن المذهب السنى وبالمصادفة المحضة هم أيضا يرفعون الشعارات الوهابية.. كان ومازال المخطط الأمريكى يهدف إلى حدوث صدام شيعى.. سنى فى المنطقة.. يتطور إلى حرب دينية شاملة.. يخرج منها الشرق الأوسط محطما بائسا.. وقد تم استنزاف أرصدته المالية من خلال صفقات السلاح المهولة التى سوف تلقى فى أتون حرب الفتنة الكبرى.. قد يكون المخطط هو صدام بين قوات حزب الله الشيعية الموالية للنظام السورى العلوى الشيعى الهوى.. وقوات الدولة الإسلامية.. بقيادة أبو بكر بعد أن تم بعثه من قبل العم سام الذى يتلاعب بالمشاعر الدينية للمسلمين وينتقى من الأسماء والصفات ما يؤجج نيران العصبية الدينية.. إن تكنيك إشعال الحروب باستخدام العصابات المسلحة والمدربة تدريبًا راقيًا.. والمزودة بأحدث تقنيات الاتصالات.. وتكنولوجيا المعلومات والتى تضم الآلاف من الشباب المتعلم والقادر على التعامل مع تكنولوجيا الحروب ببساطة ومهارة قد يحسده عليها البعض من العسكريين فى الجيوش النظامية.

إن مثل هذا الصدام إن حدث، فإنه من شأنه استدراج كل من تركيا وإيران إلى المشهد من خلال دعم كل من إيران للإرهاب الشيعى المتمثل فى حزب الله أو جماعة منشقة منه ودعم تركيا للإرهاب السنى الوهابى.. كل هذه الصدامات والمواجهات الحادثة والمحتملة تصب فى صالح إسرائيل التى تقف موقف المتفرج حاليا، وإن كنت أميل إلى الرأى الذى يقول إنها تدعم كل الأطراف المتحاربة سواءً بالعتاد أو بالمعلومات.. للوصول إلى نتيجة مفادها.. لن يسمح لأى من الأطراف المتحاربة أن يحرز نصرا نهائيا.. على الآخر.. وذلك للاستمرار فى سيناريو إنهاك المنطقة لسهولة التهامها بعد ذلك.. إن الانكسار الداعشى إن جاز التعبير.. نتيجة التدخل الروسى، قد يستوجب تسريب سلاح نووى تكتيكى ليقع فى أيدى إرهابيي المنطقة.. هذا السلاح قد يكون مصدره مخازن السلاح النووى فى قاعدة انجرليك الامريكية بتركيا أو من مخلفات الترسانة النووية السوفيتية، والتى تم اختفاء عدة رؤوس نووية أثناء سقوط الاتحاد السوفيتى.. والفوضى التى عمت صفوف الجيش الأحمر.. والتى لا يستبعد أن تكون قد بيعت إلى بعض الأطراف الطموحة، والتى كانت تود أن تحصل على السلاح النووى، ظنا منها أن ذلك يضعها فى مصاف النمور النووية.. ومنها إلى أيدى من يدعى أنه الدولة الإسلامية.. وقوع السلاح النووى فى أيدى داعش من شأنه أن يضع إيران ذات القدرات النووية الغامضة فى المواجهة، وهذا يستوجب على إسرائيل استنفارا نوويا هى الأخرى.. قد يولد واقعا جديدا على الأرض فى ضوء المعطيات النووية المطروحة واستغلالا لكابوس الرعب النووى يتم عمل تسوية تضمن بها امريكا عدم إبادة الدولة الإسلامية التى استثمر فيها المليارات من أموال دافعى الضرائب بالولايات المتحدة الأمريكية.. والتى إن تم محوها من على الخريطة تكون السياسة الأمريكية فى المنطقة، قد منيت بخسارة لا تقل عن الخسارة الفيتنامية فى السبعينيات من القرن الماضى...إن سيناريو الافتراس ماضٍ فى طريقه.. وإن ظهر للبعض بأنه فى حالة انحسار.. ولكن طالما لم تصل امريكا إلى النتائج المرجوة سوف تظل كل الاحتمالات.. مفتوحة.. ويجب على مصر أن تظل هى الأخرى عينيها مفتوحة وآذانها صاغية وعقلها واعيا أن تسرب الكوادر المقاتلة من الجبهة الشمالية عبر تركيا وتمركزها على الساحل الليبى فى خليج سرت.. الغنى بالغاز الرابض فى قاع الخليج العاتى الأمواج، والذى حان وقت التنقيب عنه واستخراجه.. إن المشاحنات بين المسلمين والمسيحيين فى صعيد مصر يجب أن تضرب عليها بيد من حديد. لوقفها فورا.. حيث إن سيناريو التحطيم لمصر مازال مستمرا رغم انحساره جزئيا فى سيناء إلا أن عيون مصر تشخص عبر الحدود الغربية.. إلى درنة وسرت.. وإلى احتمالات سيناريو الجبهة الشمالية.. خاصة مع وجود العمق الأفريقى الذى يحتوى على العديد من المنظمات الافريقية الإرهابية المتطرفة.. والذى يضيف مساحة شاسعة لميدان المعركة المحتملة

إن الجنى الذى حضرته الولايات المتحدة الأمريكية.. والذى خرج من المصباح.. وأصبح يرتع فى المنطقة.. بحماية أمريكية مستترة وخبيثة لابتزاز المنطقة.. لن يعود إلى داخل المصباح كما فى أسطورة مصباح علاء الدين السحرى.. ولن يدين بالولاء إلا لأمريكا.. وسوف يقول لها دائما المقولة الأسطورية. التى قيلت لعلاء الدين فى أسطورته.. شبيك لبيك عبدك وصنيعتك بين إيديك.. واللى يحضر العفريت.. يصرفه.. إلا إذا كان له.. غرض آخر.