رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شعاع

حكومتنا، الخائبة، المنهكة، العجوز، تتعامل مع ملفات حساسة، بمنطق رد الفعل، وهو منطق المنهزم، لا ينتظر أحد من حكومتنا الحالية، أن تعمل بشكل مهنى، حرفى، خالٍ من العواطف والعشم، وخالٍ من المجاملات، وخالٍ من قصر النظر، حكومتنا ربما تكون صانعة للمشكلة، وليست القائمة على حلها، لم تتعود على حسم الأمور، تجيد مسك العصا من المنتصف، حكومة روتينية، غير مبدعة، غير منفردة، تعمل بمنطق الرجل العليل المهموم، تتفنن فى تبرير المشاكل، وفقاً للنظرية المدمرة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان».

أتابع أنشطة مجلس الوزراء، منذ أكثر من 18 سنة، ولم أجد حكومة، مختلفة عن سابقتها، الجميع يعملون بمنطق موظف عمر أفندى زمان، بل ربما شخصية رئيس الوزراء زمان، ربما كانت تستغل الهامش المتاح لها، لإظهار الكفاءة فى الأداء، والقدرة على اقتحام المشاكل مبكراً، وإيجاد الحلول الحاسمة والدائمة لها، ولكن الوضع الآن يتجه للأسف إلى الخلف، والنتيجة أمامنا ماثلة، مفيش حاجة فى البلد، بدون مشاكل، بصراحة أشياء كثيرة تغيرت نحو الخلف، لا وجه للمقارنة.

التعديلات الوزارية، وحركات المحافظين، كانت تخرج من مجلس الوزراء، المقابلات والمشاورات، والاتصالات، والاختيارات النهائية، تخرج من مقر الحكومة، الآن تغير الحال، وصار رئيس الوزراء موظفاً مثل أى وزير، وباتت التعديلات الوزارية وحركة المحافظين، تأتى من رئاسة الجمهورية، قد يسألنى سائل ربما يكون الدستور قد قلص صلاحيات رئيس الوزراء، وأرد عليه، بأن العكس هو ما حدث، توسيع صلاحياته، فى أمور كثيرة، ولكن الفكرة فى شخصية رئيس الوزراء نفسه، والكاريزما الخاصة به.

حققت الحكومة الحالية، أرقاماً قياسية فى الاجتماعات، حول أزمات مثيرة دون حل ناجح، مثل أزمة الدولار، معظم اجتماعات الحكومة، بلا قرارات، بلا توصيات واقتراحات!، واجتماعات أخرى لحل مشاكل الأسعار، والبطالة، وعجز الموازنة، دون جدوى.

لا أريد القول بأن عصر القرارات المصيرية قد انتهى، ولكن أتذكر عصر العمالقة، مثل عاطف صدقى، كمال الجنزورى، وأتذكر العصر الذهبى لكبار موظفى مجلس الوزراء، أمثال اللواء نور فرغل، طلعت حماد، صفوت النحاس، مجدى راضى أول وأفضل متحدث رسمى للحكومة.. كانت أيام، ربما لم تعوض الآن ولكن يبقى الأمل، ويبقى التفاؤل، ما بقيت الحياة.

[email protected]