عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كان لى شرف حضور الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة يوم 6/8/2015 وهو يوم سيسجله التاريخ من أمجد أيام مصر فى مسيرة نضالها الطويل من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، لقد كنت تواقاً لحضور هذا المشهد ليس للاستمتاع بمشاهدة العروض فذلك أمر كان ميسوراً بأريحية أفضل أمام شاشات التليفزيون، ولكن التواجد فى موقع الحدث يُحرك كل الحواس الإنسانية بما يحقق أعلى درجة من التفاعل الوجدانى مع الحدث، وبما يزيد من الوعى والإدراك لأهمية ذلك الحدث بالذات ومردوده على كيان الدولة ومستقبلها، وكان ذلك ما شعرت به بالفعل حيث كان النظر للمشروع الذى تم إنجازه ومد البصر إلى أرض سيناء الحبيبة التى تحتضنه وتخيل باقى المشروعات المرتبطة به وهى الأنفاق الستة وتنمية محور قناة السويس وقناة شرق التفريعة والتى تم البدء فى تنفيذها فعلياً، ما جعلنى على يقين بما طرحته فى مقالى السابق تحت عنوان «منظور آخر فى مشروع قناة السويس»، حيث كانت قناعتى بأن ذلك المشروع سيكون الضربة القاصمة لإسقاط المخطط الصهيوأمريكى لتقسيم المنطقة العربية - على الأقل فيما يتعلق بالدولة المصرية - كما أنه كان وسيظل سبباً لتوحد العقيدة والإرادة المصرية بما يزيد من قوة الدولة ويدعم أمنها القومى وقدرتها على مواجهة كل التحديات، كما أنه سيكون باعثاً لملكات الإبداع الحقيقى بما يعيد لمصر ريادتها الحضارية.

أعود إلى موضوع حديثى عن الاحتفال المهيب بافتتاح قناة السويس الجديدة - والتى أراها ليست فقط قناة الخير والرخاء والنماء لمصر ولكنها أيضاً قناة الحب والوفاء ربطت بين الشعب وقائده إلى آخر الزمان - فأجد بعض الملامح البارزة التى تستوجب التعليق ونوجزها فيما يلى:

(1) كان تنظيم الاحتفال بكل مراحله منذ فجر يومه حتى انتهائه بعد منتصف الليل رائعاً بكل ما تحمله الكلمة من معان، وكان واضحاً بجلاء الجهد الخارق فى التخطيط والإعداد والتنفيذ مع التناغم الجيد بين كل الأجهزة والجهات المشاركة فيه، وهو ما يعكس القدرة العبقرية للشعب المصرى حينما يريد أن يفعل، كما كان الأداء الراقى المتميز لضباط أمن الرئاسة القائمين نيابةً عن الرئيس باستقبال الضيوف بمكان تجمعهم بمسجد المشير وتنظيم انتقالهم ومصاحبتهم إلى مكان الاحتفال مع البسمة التى لم تفارق وجوههم رغم إرهاقهم الشديد دليلاً ضمنياً على أن الرئيس يُحسن اختيار معاونيه.

(2) أثار ارتداء الرئيس للزى العسكرى لغطاً لدى البعض، ودعونا نتفق أولاً على أن ذلك لم يكن صدفة وإنما كان لشىء مقصود، كما أنه لم يكن زهواً من الرئيس أو دغدغة لعواطف المصريين، ثم إننى أتفق مع القول بأن مشروع القناة مشروع قومى وليس عسكرياً، وبالتالى كان المنتظر ارتداء الرئيس للزى المدنى عند الافتتاح، وهنا يجب إيضاح أن ذلك هو ما حدث بالفعل، لأن المراسم البروتوكولية لافتتاح المشروع تبدأ بخطاب الرئيس وإيذانه ببدء التشغيل وهو ما فعله الرئيس وكان مرتدياً حلته المدنية، أما ما سبق ذلك فهو خارج عن مراسم الاحتفال الرسمية، ومن ثم فإن قدوم الرئيس لمكان الاحتفال مستقلاً يخت «محروسة» ومرتدياً لزيه العسكرى كان بمثابة رسالة لدول العالم، خاصة المعادية مفادها أن مصر فى حالة حرب حقيقية ضد قوى الشر التى تتربص بها من كل جانب، وأن الدولة معبأة تماماً لهذه الحرب المقدسة التى لا تلهينا عنها ملاحم البناء والتنمية التى نخوضها فى ذات الوقت، بل إن الدولة بشعبها وجيشها وقائدها الأعلى مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية التى قد تجول بخاطر البعض لاستهداف مشروعاتنا القومية وعلى رأسها قناة السويس.. كانت هذه هى الرسالة فيما أعتقد وكان قدوم الرئيس بزيه العسكرى وكأنما كان قادماً من أحد ميادين حربنا المقدسة وبمجرد وصوله ارتدى حلته المدنية ليباشر مراسم افتتاح القناة.

(3) كان عدم تواجد السيدة حرم الرئيس بجواره ومشاهدتها للعرض من مكان آخر نهجاً وطنياً أصيلاً يتفق مع التقاليد والأعراف المصرية ويزيح عن الشعب الموروث البغيض الذى عانى منه تحت مسمى السيدة الأولى.

(4) اقتصر الحفل المسائى على فقرتين فنيتين تحظيان بكل الاحترام والتقدير الأولى للفنان العالمى المبدع عمر خيرت والثانية لأوبرا عايدة الخالدة، ولم ينزلق إلى صور الابتذال الفنى التى طالما عانينا منها فى مثل تلك الاحتفالات، ولذلك كان ختام حفل الافتتاح مسكاً، وكان فى مجمله واجهة مشرفة لأعرق دولة وأعظم شعب.

 

 

‏E-Mail :[email protected]