حكاوى
حدثنى حلمى النمنم وزير الثقافة رداً على ما تناولته خلال اليومين الماضيين بشأن البالرينا الدكتورة سحر حلمى هلالى الراقصة بفرقة أوبرا القاهرة والمدرس بالمعهد العالى للباليه، قال الوزير إنه سعى كثيراً لحل هذه الأزمة مع أكاديمية الفنون ولا يمانع مرة أخرى فى إيجاد حل لهذه الأزمة بالتراضى بين الأكاديمية والدكتورة سحر.
الحكاية أن أكاديمية الفنون منعت الدكتورة من التدريس وأوقفت صرف راتبها، وقصر قيامها بالتدريس على مرحلتى الابتدائى والإعدادى فى حين أن «سحر» حاصلة على حكم قضائى نهائى بأحقيتها فى التدريس لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا.
الأكاديمية ترفض تنفيذ الحكم القضائى، والدكتورة سحر تطلب ضرورة تنفيذه، وانتهى الأمر الى أن الأكاديمية تتذرع بحجج غريبة وامتنعت عن صرف راتبها منذ حوالى ثمانية شهور. ولجأت «سحر» الى مجلس الوزراء لإيجاد حل للمشكلة وحتى كتابة هذه السطور يظل الوضع معلقاً دون حل، وحديث الوزير النمنم معى بأنه على استعداد للتدخل مرة أخرى، يجب ألا يمر مرور الكرام ويجب تفعيله، لكن المقلق حقاً أن الوزير يرى أن الأكاديمية هيئة مستقلة مثل باقى الجامعات وأنها لا تتبع وزارة الثقافة. وبالتالى لا يستطيع اتخاذ قرار حاسم بإجبار الأكاديمية على تنفيذ الحكم القضائى بقيام الدكتورة بالتدريس للمرحلة الجامعية.
فى حين أن الدكتورة ترى أن أكاديمية الفنون تابعة لوزارة الثقافة ويجب أن تمتثل لقرار الوزير وتنفيذ الحكم القضائى.. ويبقى فى هذا الصدد أمر مهم للغاية وهو أنه لابد من تنفيذ الحكم القضائى، فمن إذن يقوم بتنفيذه؟.. لا أطالب الوزير بأكثر من طاقته ولكن على أكاديمية الفنون الامتثال لدولة القانون وتنفيذ الحكم، لأن عدم التنفيذ معناه الضرب بالقانون عرض الحائط، والسجال فى تبعية أكاديمية الفنون لوزارة الثقافة أو أنها هيئة مستقلة لا يعنينا من قريب أو بعيد، وإنما الذى يعنينى بالدرجة الأولى هو تنفيذ حكم القضاء، فلا يجوز ونحن بصدد بناء الدولة الجديدة، أن يتم إهدار تنفيذ الأحكام القضائية، فالقانون يجب تفعيله على رؤوس الجميع بلا استثناء سواء كان لصالح أو ضد فالأمر يتعلق بسيادة القانون والدولة الحديثة بعد الثورتين العظيمتين لن تقوم لها قائمة الا بسيادة القانون وفرض سطوته على الجميع بدون استثناء أو تمييز سواء كان فى أكاديمية الفنون أو غيرها.
اهتمام الوزير النمنم واتصاله بى لإيجاد حل شىء رائع وجميل لكن الأجمل من ذلك كله هو تنفيذ القانون سواء كان بيد الوزير أو أكاديمية الفنون، وإنا لمنتظرون وفى أسرع وقت.