رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقولون في الامثال: ما محبة إلا من بعد عداوة.. أو خناقة.. أو بعد مقال غاضب مثلما حدث معي.. فقد كانت بداية التعارف بيني وبين السفير بدر عبد العاطي المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية المصرية قبل ما يقرب من أربعة أشهر، وبعد مشكلة المصريين في اليمن مع بداية الحرب التي تقودها السعودية ضد ميليشيات الحوثي والرئيس علي عبدالله صالح الرئيس السابق لليمن، واندلاع المعارك التي تسببت في احتجاز عدد من المصريين في اليمن وعدم قدرتهم علي العودة لمصر.. فقد كانت كل المطارات مغلقة وحتى الحدود مع السعودية لم تكن آمنة، ونفس الحال بالنسبة للموانئ اليمنية، وما أثار استنكاري وقتها مع الكثيرين هو اغلاق القنصلية المصرية في اليمن، وتواصل القنصل مع المصريين الراغبين في العودة لمصر من خلال «الواتس آب» ووقتها راحت كل وسائل الاعلام خاصة برامج التوك شو تهاجم ذلك الوضع المأساوي، وكنت ضمن كثيرين كتبوا مقالات لمهاجمة موقف الخارجية المصرية.. ووقتها شاهدت العديد من برامج التوك شو التي قامت بعمل مداخلات مع السفير بدر عبد العاطي باعتباره المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية وقتها، وراح الرجل يشرح ما تقوم به الخارجية المصرية من جهد لاسترجاع المصريين الراغبين في العودة من اليمن وكيف قامت الخارجية باستئجار اماكن على طائرات روسية أو أمريكية وكذلك على بعض السفن لاعادة المصريين الى مصر.

ووقتها تلقيت مكالمة من السفير بدر عبد العاطي.. وجاء صوت الرجل دمثاً مهذباً.. غير غاضب من مقالي الناري ضد الخارجية وراح يشرح لي ما تقوم به وزارة الخارجية من جهد لاعادة المصريين من اليمن، وأن وزارة الخارجية لم تتقاعس عن واجبها، ولكن ظروف الحرب الدائرة في اليمن وصعوبة هبوط او اقلاع طائرات ركاب أو حجز اماكن بها، هو ما عطل اجلاء المصريين لبعض الوقت، وبعد بضعة ايام صدق الرجل في كلامه وعاد أغلب المصريين الى مصر بعد جهد وزارة الخارجية التي قامت بجهد لا ينكر في ذلك الأمر.

بعدها زاد احترامي للرجل.. وتأكدت أنه ليس من نوعية المسئولين الذين يعدون ولا يفون، بل كان كلام الرجل صادقاً، وقبل شهر عرفت من الجرائد بأن السفير بدر عبد العاطي قد تم ترشيحه كسفير لمصر في سفارتنا بألمانيا وأسعدني الخبر.. فألمانيا بالذات بلد أوروبية مهمة، فهى الاولى اقتصادياً  وصناعياً في أوروبا، كما أن مصر ترتبط معها ببروتوكول للتعاون في التدريب الفني للشباب واعادة تأهيلهم ليواكبوا العصر في مجالات مختلفة، كما أن ألمانيا كانت حتى وقت قريب تأخذ موقفاً معادياً من مصر ومن ثورة 30 يونية، لولا زيارة السيد الرئيس لألمانيا التي غيرت كثيراً من نظرة ألمانيا وأوروبا لمصر وأكدت أن ما جري في 30 يونية كان ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً.

أقول إن خبر تولي السفير بدر عبد العاطي قد أسعدني بقدر ما جعلني ادرك المهمة الصعبة لبدر عبد العاطي في ألمانيا، لأنني اعرف أن المانيا بالذات تعتبر معقلاً للاخوان المسلمين في أوروبا وهناك مئات الآلاف من الاخوان في ألمانيا، ومئات من المراكز والجمعيات تجمعهم.. ويمارسون من خلالها دعاية ضد مصر، وهو ما يتطلب جهداً مضاعفاً لبدر عبد العاطي كسفير لمصر في ألمانيا لمواجهة ذلك الحشد الاخواني العدائي لمصر، ومحاولة تغيير نظرة ألمانيا وأوروبا لمصر.

وقمت بالاتصال بالسفير بدر عبد العاطي وتهنئته، فتلقيت منه دعوة كريمة لحفل عشاء تقيمه السفيرة ووزيرة الاسكان السابقة الدكتورة مشيرة خطاب، وفي حفل العشاء وجدت العشرات من اصدقاء السفير بدر من وزراء وكتاب كبار وبعض السفراء الغربيين.. وكانت المرة الأولى التي التقى بها بالسفير بدر عبد العاطي، فوجدته شخصاً دمثاً عالي الاخلاق ومتواضعاً الى اقصى حد، ولكن سعادتي كانت بالاحتفاء به من كل الحاضرين والتي اكدت لي أنني لم أكن مخطئا في انطباعي عنه منذ المكالمة الأولى بيننا.

وقام بدر بالقاء كلمة في حفل العشاء اكد فيها حسن ظني، بأنه على وعي بالمهمة الصعبة التي تنتظره في ألمانيا، وأنه سيبذل كل جهده في رفع اسم مصر وزيادة أواصر التعاون بين مصر وألمانيا، وبذل كل الجهد لتغيير نظرة الألمان لمصر، وأنا أثق أن الرجل سيفعل ذلك ولن يتواني عن هذه المهمة الوطنية فتمنياتي له بالتوفيق والنجاح.