عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا أنا ولا أنت ولا الأمم المتحدة تستطيع أن تنكر فضل « شيرين مستجاب» على تاريخ الزراعة في مصر، ولا أحد يستطيع أن ينكر فضل الأرض المصرية عليه أيضاً، فشيرين مستجاب وهو -ذكر وابن عمي-، يستيقظ في ندي الفجر ويعود إلى داره بعد أن تدخل الشمس رحم الليل، وخلال تلك الساعات، فهو يرعي ويعمل في أرضه، يقلب فيها ويبحث عن الحشائش الضارة، ينظفها من الأدران والهالوك والمتطفلين والسارقين، ويمد لها وينظف القنوات البسيطة التى ترويها، تجده في كل مكان خلال  النهار لا يكل ولا يهدأ، يحش البرسيم ويقتلع القلقاس، وعندما يسحب بهائمه ويعود لداره آخر النهار، يرتدي الجلباب النظيف ويجلس يتابع شئون بيته وأسرته.

شيرين مستجاب الذي يمتد به التاريخ لأكثر من سبعة آلاف سنة، والذي علّم العالم فنون وطرق الزراعة، وأول من مد القنوات وشق الترع، يأتي اليوم الذي يقول له السفير الإسرائيلي الجديد «ديفيد جوفرين» فيه: جئت كي أقدم خبرتيّ في مجال الزراعة.

لو قلت إن شيرين مستجاب سوف يقلع بلغته من قدمه ويضربه بها فهذا جائز، ولو قلت إنه سيخرج الزحمة وهي عصاته التى يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ويدافع بها عن نفسه ويهبط بها على رأس السفير الإسرائيلي فهذا مؤكد، ولو  قلت إنه سيشق جلبابه الأزرق لنري هذا التاريخ البديع للزراعة المصرية وفنونها، فلشيرين مستجاب كل الحق في هذا، بعد أن اكتوت يديه وقلبه وجسده بسبب المبيدات الإسرائيلية المسرطنة التى أغرقت ودمرت الأرض المصرية والمحصول المصري طوال أكثر من ثلاثين عاماً، حتي ولو كان خبراء إسرائيليون يعملون في مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد، فشيرين مستجاب يرفض أن تمس يد أو قدم إسرائيلي أرضه، ويرفض أنه يخبره هذا الماكر بأي شيء عن أصول الزراعة المصرية، يرفض هذا دون أن يعلنه  بل هو رفض نفسي قبل الرفض المادي، رفض تاريخي قبل الرفض الجغرافي.

ولا يوجد تعاون مع هذا القادم الجديد للقاهرة، ولا يوجد حتي كوب شاي نقدمه لها، مع أن شيرين مستجاب من أهل الكرم، ولا توجد ابتسامة استقبال له، مع أن ابتسامته أعرض من فرعي الدلتا.

لذا يجب أن نترك شيرين مستجاب وما أصابه وأصاب أرضه، نتركه يعالج ما يحدث بيده وبخبرته، فيجب ألا ننسي أنه هو الذي علم العالم هذه الحرفة المجيدة، فلا أنا ولا أنت ولا الأمم المتحدة تستطيع أن تزرع «حزمة فجل» في أرض شيرين مستجاب دون رغبته ودون رعايته أيضاً.