رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعلم عزيزى القارئ أن مصطلح المواطنين الشرفاء يعنى هؤلاء المواطنين الذين تستأجرهم بعض الجهات كى يقوموا عوضاً عنها بالأعمال القذرة، مثل أن يتجمعوا أمام نقابة الصحفيين ليشتموا الصحفيين ويتحرشوا بهم بكل أنواع البذاءات المنتزعة من قاع المجتمع المصرى. هؤلاء المواطنون هم ساكنو العشوائيات الذين يعيشون فى أحوال إنسانية محبطة ومقبضة ومن يعطى لهم فى اليوم 50 جنيهاً على سبيل المثال فهو مبعوث العناية الإلهية للإنقاذ من الجوع يأتمرون بأمره مهما طلب.

مثلاً توجهت عربتا نصف نقل فى مايو الماضى، عليهما مكبرات صوتية قامت بإذاعة أغنية تسلم الأيادى وعدد من الأغانى الوطنية، ورددت الهتافات ضد الصحفيين مثل «الصحفية بلطجية.. الصحفية حرامية»، وحضرت بعض النساء مرتديات عباءات سوداء، قمن بالرقص على الأغانى، وكذلك ترديد الهتاف والسباب، وتوزيع أعلام مصر.

الآن لدينا مصطلح آخر هو الإعلاميون الشرفاء..

هم هؤلاء الإعلاميون الذين يسكنون قاع المهنة.. ويتميزون بضحالة الموهبة وتهافت الثقافة وغياب الأخلاقيات المهنية.. هم أيضاً على أتم استعداد كى تستأجرهم بعض الجهات للهجوم على خصومها السياسيين والتحرش بهم بكل أنواع البذاءات الصحفية.. هم حصاد انهيار التعليم والفوضى المهنية غير الخلاقة التى تركتنا حتى الآن دون قانون إعلامى أو ميثاق شرف مهنى يوحد الله.

وعندما ذهبت بعض الأقلام النقدية التى أغلقت أمامها منابر الإعلام الحر فى وطنها للعمل فى مؤسسة (دويتش فيللا) الألمانية قلت لنفسى: الآن سوف يتحرك الإعلاميون الشرفاء.. وسوف يرددون عبارات على شاكلة: (الدويتش فيللا عايزة مننا إيه يا كابتن مدحت).. !

وللحق لم يخب هؤلاء سوء ظنى وأى سوء ظن فيهم يخيب؟!.. ذلك عندما استمعت إلى أحد الإعلاميين الشرفاء فى إحدى الإذاعات المصرية يهاجم الأستاذ يسرى فودة الذى لم يفعل شيئاً سوى نقد الأوضاع فى مصر فكان ما كان من اضطراره إلى السفر خارج مصر بعد أن ضاقت به السبل فيها.

وللحق فإن نموذج الإعلاميين الشرفاء تعرفه دول مثل روسيا.. فبعد عامين من دراسة الإعلام الروسى أستطيع القول إن مصر تحاكى روسيا فى كثير من التكتيكات السلطوية الناعمة فى التعامل مع الإعلام.. وأن نموذج المعلم (فيلاديمير بوتين) ما زال هو المثل المحتذى لكل النظم الهجينة ذات الخلفيات العسكرية فى العالم بما فيها مصر..

آخر هذه التكتيكات هى إعادة الهيكلة السوقية لصالح رجال الأعمال المقربين من النظام واستيراد سوفت وير لمراقبة مواقع التواصل الاجتماعى.. ومن بين التكتيكات أيضا استئجار الإعلاميين الشرفاء لمهاجمة منتقدى الرئيس الروسى بوتين والتشهير بهم.. وهو ما حدث لراديو (إيكو موسوكوفى) الذى تحول من راديو مهنى كان مثالاً على التعددية والمهنية إلى راديو يعمل فيه الإعلاميون الشرفاء. 

هؤلاء على حد تعبير المفكر الأمريكى (نعوم شومسكى) يقدمون معنى جديداً لعبارة (كلب الحراسة) أو Watch Dog.. كان المصطلح يعنى الصحفيين الذين يراقبون أداء الحكومات ويكشفون ما بها من فساد صيانة للديمقراطية وتعزيزاً لاصطلاح السلطة الرابعة.. أما الآن فإن هذا المصطلح يعنى الإعلاميين الشرفاء الذين على استعداد أن ينهشوا أى معارض للحكومات لقاء عملهم فى مؤسسات إعلامية متحكم فيها ومهندسة وراثياً على الطاعة والامتثال والعض.