عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لو حكَّمنا العقل قليلاً لوجدنا أن المنطق يفرض علينا المعادلة بأضلاعها الثلاثة، لتكون النتيجة هى عدم قدرة حاكم أنقرة وقوات الأمن ـكما يزعم هو والآخرون من مؤيديهـ على إفشال الانقلاب وذلك للأسباب الآتية :

1- الذين قاموا بالانقلاب هم قادة الجيوش الأربعة لأن الجيش التركى الذى يعد رابع جيوش العالم يتكون من أربعة جيوش.

2- أن هذا الانقلاب أعد وخطط له جيداً بدليل أنه سيطر على كل مدن تركيا وقام باعتقال رئيس الأركان وطلب منه إصدار أوامر بسحب الجيش من الموصل وأوامر أخرى، منها ضرب مقر البرلمان بواسطة طيارتين مروحيتين.

3- هروب أردوغان واتصاله بإحدى القنوات من مخبأه بمحادثة هاتفية من محمولة يطالب فيها الشعب بالنزول إلى الشوارع، وإذ بنا نشاهد بعض فئات من الشعب يهتفون للجيش ويساندونه على شاشة الميادين وروسيا اليوم اللتين كانتا تنقلان الأحداث أولاً بأول منذ الدقيقة الأولى للانقلاب، علاوة على صدور الأوامر بحظر التجوال وامتثال الشعب لذلك والبحث عن الحاكم واعتقاله.

4- حتى الساعات المتأخرة من الليل كان الانقلاب أبيض دون دماء خاصة بعد أن انتشرت الدبابات فى الأماكن التى خطط لها وحراسة المنشآت ومؤسسات الدولة، وبرغم تعاطف بعض الأحزاب مع الحكومة لعلمهم بفشل الانقلاب الذى يعد الرابع على هذا الحاكم، إلا أن البعض التزم الصمت لحين إيضاح الرؤية كما فعلت بعض الدول.

5- ادعى أردوغان أنه أفشل الانقلاب بواسطة القادة التابعين له فى الجيش وبقوات الأمن، ونحن نسأل هل لقوات الأمن القدرة على هزيمة جيش يعد من جيوش العالم المعدودة ؟ هل بعد أن اعتقل أردوغان ستة آلاف ضابط وكبار القادة من كل الأسلحة ( طيران وبحرية ومدفعية... الخ ) وأقال أربعة آلاف قاضٍ انشقوا عليه يمكن التصديق بأنه أفشل الانقلاب لأنه يمثل الديمقراطية وحب الشعب له هو الذى أعاده؟؟

6- إن المتأمل فى الموضوع برمته جيداً يعرف أن تركيا عضو فى حلف الناتو ومن حقه اللجوء إليه لمساعدته، لذلك لم يفت على قادة الانقلاب غلق مطار أتاتورك وبعض المطارات حتى يفوتوا الفرصة على أى من يريد مساعدته من الدول الصديقة أو الناتو، لكنهم لم يحسبوا حساباً للقاعدة الأمريكية الماثلة على الأراضى التركية والتى تدخلت فى الوقت المناسب لإنقاذه وحتى تحمله واشنطن عدم التمرد عليها بعدما نمى لعلمها بواسطة جهاز المخابرات التابع لها، وكذلك أجهزة مخابرات دول أوروبا بعمل انقلاب قريباً، إلا أنهم لم يعلموا ساعة  الصفر.

7- بعد التدخل الأمريكى بالقوات التى ترابض على أرض تركيا وخروج أردوغان لمواجهة الشعب ليعلن لهم فشل الانقلاب واعتقال المتمردين عليه، وأنه يمارس الديمقراطية واتهامه لفتح الله جول الذى يعيش فى واشنطن أنه هو من وراء هذا الانقلاب ومطالبة الولايات المتحدة بتسليمه للسلطات التركية ورفض واشنطن للمرة الثانية بعدم تسليمه، كل ذلك لكى يقنع الشعب بأن موت المئات من الشعب وإصابة الآلاف واعتقال هذا العدد الهائل من الجيش الذى لم يسبق له نظير فى العالم وإقالة الكم الهائل من القضاة من أجل أن يلتمسوا له الأعذار، إلا أن الشعوب ما عادت فاقدة للوعى كما كانت فى الأزمنة السابقة، فالشعب التركى يعلم مدى توحش هذا الديكتاتور الذى يدعى الديمقراطية والذى قد يمثل الانقلاب بداية نهايته رغم ما يبدو من خروجه منه منتصراً.

[email protected]