عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اختطفت السيدة إيزابيل منذ خمسة شهور باليمن. لم تهدأ فرنسا وبذلت كل السبل ووسطت سلطنة عمان التي يقال إنها دفعت بدلا من فرنسا فدية  قدرها 3 ملايين دولار للمختطفين وسبق لفرنسا أن دفعت أموالا أكثر لتحرير رهائن لها من لبنان تجاوزت الـ 5 ملايين دولار للمواطن الواحد.

استقبل رئيس فرنسا ووزير خارجيته وكبار المسئولين وأفراد من أسرتها إيزابيل علي سلم الطائرة التي أرسلت لها وحدها خصيصا لتعود بها للوطن، قبلها رئيس الجمهورية، وعقد مؤتمرا صحفيا احتفل فيه بانتصاره ونجاحه في إعادتها، إيزابيل مواطنة عادية وتعمل موظفة في البنك الدولي ومشهد استقبال كبار رجال الدولة الفرنسية لها ملىء بالدلالات، ويترجم معني المواطنة ويؤكد علي طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فالحكام والمسئولون يعملون لدي دافع الضرائب الفرنسي، أو إذا شئت هم خدام للشعب الفرنسي، ويترجمون القسم الجمهوري بأن يحافظوا علي الوطن وسلامة أراضيه وسلامة مواطنيه.

تقدم الأمم لا يقاس بالتطور العلمي والتكنولوجي فقط بل يقاس أولا بمدي تمتع المواطن بحقوقه وحرياته وبمدي حرص الحكومة علي الحفاظ علي هذه الحقوق والحريات الأساسية، بل أن الدولة ربما تخوض حربا من أجل كرامتها الوطنية إذا ما مست دولة أخري كرامة مواطن يعيش في هذه الدولة أو تصادف وجوده بها، والمشهد يحيلك للمعني الحقيقي للإسلام، ويذكرنا بقول عمر بن الخطاب (إذا عثرت بغلة بالعراق لسئل عمر يوم القيامة لماذا لم يمهد لها الطريق).

 إن الحقوق والحريات والنظام واحترام وتقديس العمل والدقة واحترام الآخر، وقيمة عدم التجسس وعدم التدخل في شئون الغير، وقيم التعايش السلمي مع الآخر، وحريات الإنسان المكفولة في العالم الغربي من حق وحرية التعبير والاعتقاد والتداول السلمي للسلطة، وتجريم عمالة الأطفال، ورعاية الدولة للعاطلين عن العمل، والـتأمين الصحي الشامل للجميع فقراء وأثرياء والضرائب التصاعدية المرتفعة المفروضة علي الأثرياء أفرادا وشركات، وغياب ظواهر القتل علي الهوية أو جرائم الشرف، والتحرش الجنسي وانحسار جرائم الاغتصاب، والنظافة في الشوارع والخضرة في كل مكان، والنظافة الشخصية، واختفاء الضوضاء، واحترام الخصوصية، وغيرها من قيم سامية نبيلة ساهمت في تقدم هذه المجتمعات هي في الحقيقة مستمدة من الدين الإسلامي الذي قمنا بوضعه علي الرف، وأخرجنا منه ما ليس فيه، لنقدم للعالم صورة مشوهة ممجوجة عن الإسلام قوامها العنف والقتل والقبح ! فكل شعوب العالم تتعايش في سلام وتتحاور رغم اختلاف العقيدة بين أبنائها، إلا شعوبنا الإسلامية التي تتحاور بالقنابل وبالسيارات المفخخة وبالقتل وقطع الرؤوس ! ، وبإطلاق الشعور واللحى والملابس المنتمية للقرون الغابرة وكأن هذا هو غاية الإسلام وهدفه .! شعار الثورة الفرنسية (المساواة والحرية والأخوة)، أليست هذه قيماً إسلامية ؟ لماذا اكتفينا بالشعار وتركنا لهم في الغرب التطبيق! إن فرنسا التي شرفتنا بحضور رئيسها وجلوسه بجوار الرئيس المصري في حفل الافتتاح، وأخذنا منها صفقة عسكرية هامة، يمكننا أيضا أن نأخذ منها الكثير من القيم المستمدة أصلا من ديننا الإسلامي، وقد اعتبر الرئيس المصري قناة السويس الجديدة خطوة من ألف خطوة للأمام، يجب أن تتبعها خطوة إعادة بناء الإنسان المصري وتحريره من كافة أشكال الظلم والقهر والتخلف، والانطلاق نحو مستقبل متحضر، علاقة الحب من طرف واحد هي لون من الكوميديا السوداء! والمواطنة علاقة حب متبادل بين طرفين!

[email protected]