رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ أسابيع قليلة كتبت مقالاً بعنوان كيلو اللحمة بـ 35 جنيها وشرحت في المقال فكرة إحياء مشروع البتلو بطريقة غير تقليدية تضمن تشغيل عمالة ومصانع أعلاف وتوفير عملة صعبة وطرحت المشروع على حكومة محلب ولكن أعلم أن الحكومة لا تتحرك بمقال صحفي أو تحقيق مصور ولكن من باب «وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» أضع تصوراً لمشروع انتاجي لنهضة الريف المصري من وحي «الحاجة أم الاختراع» وأسوق هذه الفكرة في قالب بسيط دون كلفة ولا فزلكة ولكن بقلب مفتوح الى حكومة الدكتور ابراهيم محلب ووزير زراعته المهندس صلاح اسماعيل، وهذا المشروع يتلخص في تلاحم وزارة التموين مع التنمية المحلية ممثلة في المحافظات وبنوك القرى، حيث إن الفكرة الرئيسية للمشروع أساسها تنمية القرية المصرية وإعادة انتاج الخبز البلدي في الأفران البلدية التي تعتمد على الوسائل البدائية في عملية الانتاج بدلاً من المحروقات سواء غاز أو سولار أو مازوت وهذه الفكرة تبدأها وزارة التنمية المحلية بإصدار تعليمات للمحافظين كل في محافظته عدا محافظتي القاهرة والاسكندرية ومدن وأحياء المحافظات التي يصعب فيها استخدام هذه الفكرة على أرض الواقع حيث تقوم المحافظات باقتراح أماكن عامة تقيم فيها أفراناً بلدية إما بمعرفتها أو عن طريق صرف قروض صغيرة بفائدة صفر لتقيم كل أسرة مخبزاً بلدياً داخل المنزل إذا كان هذا الأمر ميسراً أو في تقسيم القرى الى مربعات صغيرة تضع في كل مربع عدة مخابز «أفران» بلدية يستطيع أي شخص استخدامها في أي وقت شاء وعليه تدبير الوقود وهو المتمثل في أطنان القمامة التي تلقيها كل أسرة في المقالب والشوارع لعدم الاستفادة بها والأمر بسيط جداً فالأوراق والجرائد القديمة والحقائب والملابس الممزقة وبقايا الأشجار والعشب وقش الأرز وكل ما يمكن حرقه داخل هذه الأفران تستطيع الأسرة أن تختزنه من أجل استخدامه في صنع الخبز وبذلك تتحول القرية من التخلص من القمامة خارج المنزل الى البحث عن هذه البقايا وإعادتها للمنزل مرة أخري ثم يأتي بعد ذلك دور وزارة التموين حيث تقوم الفكرة على منح الدقيق المدعم لكل أسرة بواقع 25 كيلو دقيق تكفي الأسرة لمدة شهر مجاناً وتزداد الكمية حسب عدد أفراد الأسرة مع سحب هذه الكمية من أرصدة المخابز تدريجياً حتى الاستغناء عن عدد كبير من هذه المخابز وتحويل أرصدتها الى المواطنين في صورة دقيق وليس خبزاً يكلف الدولة ملايين الجنيهات دون الاستفادة الكاملة وتجد طريقها الى جيوب عدد قليل من أصحاب هذه المخابز دون أدنى استفادة للمواطن البسيط.

ونخلص من هذه الفكرة البسيطة الى أن فكرة هذا المشروع ستتضمن استخدام جزء من القمامة في عملية الانتاج وبالتالي سيتم تخفيف العبء على الأجهزة المحلية في هذا الجانب والأمر الثاني هو تحويل القرية الى كيان انتاجي يستوعب طاقات النساء والبنات والشباب في إنتاج خبز نظيف بأقل إمكانيات بدلاً من الوقوف أمام المخابز بالساعات لانتظار الخبز وتعرضهن للمعاملة القاسية من جهة أو التحرش بهن من جهة أخرى.

أضف الى ذلك وهو الأهم تخفيف العبء عن أفران الغاز وبالتالي توفير ملايين الأسطوانات من الغاز أو السولار والمساهمة في حماية البيئة من القمامة أو عوادم المحروقات البترولية والتي يتضاعف ضررها عن المحروقات الطبيعية التي لا تلوث البيئة بطريقة خطيرة كما يحدث الآن.

أعلم أن الفكرة تحتاج الى دراسة أكثر عمقاً وأن هناك الكثير من السلبيات والمعوقات ستعوق هذه الفكرة أثناء التطبيق، ولكن من يعشق تراب هذا البلد عليه أن يحلم ويضع التصورات المعقولة وعلى الحكومات الأخذ بالفكرة أو رفضها ويكفينا شرف المحاولة.