رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

مؤخراً أعلن نواب بالبرلمان أن سبب التصعيد المتزايد من  جانب إيطاليا ضد مصر فى قضية الباحث «ريجينى» وراءه رفض القاهرة تسليم مليون مكالمة تليفونية إلى الجانب الإيطالى، فى الحقيقة إذا  كان هذا سبباً ظاهرياً فإن هناك أسباباً أخرى كثيرة خفية، فالأمر ليس «ريجينى» القتيل ولا يحزنون، فكم من مواطنين في أى دولة غريبة لقوا حتفهم ولم تقم الدنيا بهذا الشكل المبالغ فيها، وليس معنى ذلك أننا نبرر وقوع الجريمة فهذا مرفوض تماماً ويجب أن يسود القانون وتفعيله فى هذا الشأن.

ما نريده أن الأزمة المفتعلة فى قضية «ريجينى» وراءها أسباب أخرى ليس بسبب ضعف التعاون المصرى فى عملية التحقيقات، بل إن مصر قامت ولا تزال بدور مهم فى التعاون مع الجانب الإيطالى وبشكل لم يحدث له مثيل من قبل، إنما الحقيقة أن هناك مخططاً خطيراً مدبراً ضد إرادة المصريين المتمثلة فى ثورة 30 يونية التى صفعت الغرب والولايات المتحدة صفعة قوية، غيرت موازين المخططات المرسومة لمنطقة الشرق الأوسط خاصة مصر.. وحتى كتابة هذه السطور ترفض الدولة الغربية نسيان هذه الصفعة أو حتى التغاضى عنها، بل تصر بين الحين والآخر على اتباع سياسة الاحتكاك بالدولة المصرية.

نعم توجد سياسة غربية جديدة ضد الدولة الجديدة فى مصر ورغم اعترف الدنيا كلها بثورة 30 يونية وأنها إرادة شعبية عظيمة حماها الجيش الوطنى المصري، إلا أن سياسة الاحتكاك لاتزال موجودة بل وتنشط، والملاحظ مثلاً فى مسألة «ريجينى» أنه كلما تهدأ هذه القضية، نجد دولاً غربية تزيدها اشتعالاً لأسباب واهية لا تستحق كل هذه الضجة، ولا أعنى أبداً أننى أبرر قتل الباحث ريجينى، لأن الباحث فى هذه القضية يكتشف أموراً أخرى من وراء مصرعه ويعنينى الآن فى هذا المقام شيء واحد هو أن عملية القتل كانت بتدبير سواء كان هذا التدبير بدافع إجرامى بحت أو بدافع سياسى.

على كل حال الآن أقول وبدون مبالغة فى هذا الأمر، إن هناك سياسة احتكك أو «تلكيك»ـ إن صح التعبيرـ يتبعها الغرب ضد مصر ورغم التعاون الظاهرى فى مجالات كثيرة ومتعددة، وهذه السياسة لن تتوقف، وهنا يأتى الدور المصرى المهم وهو ضرورة تفويت الفرصة على كل الذين يريدون إشعال الموقف بهدف إحداث فوضى بالبلاد، وليعلم الجميع أن مصرع «ريجينى» يستغله الغرب الآن باعتباره المسمار الأول فى المجتمع المصرى لإلهابه ومحاولة تعطيل  مسيرة الدولة الجديدة.

كم من أجنبى لقى حتفه سواء داخل الأراضى المصرية أو خارجها، ولم تقم الدنيا أو تقعد بهذا الشكل الغريب، لكن هناك أسباباً أخرى وراء هذا الأمر هى تزيد هذه القضية اشتعالاً كلما خمدت جذوتها ولذلك لابد من ربط بين ثورة 30 يونية والصفعة المصرية على وجه الغرب وأمريكا والتى أفشلت مخطط تقسيم مصر وإشعال الحرب الأهلية بين أبنائها.

[email protected]