رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المسلسل» السياسي التركي، بكل تعقيداته واستقطاباته، لا يمكن التنبؤ بنهايته الدرامية خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية في تركيا!

اعتدنا خلال السنوات الماضية مشاهدة أعمال درامية تركية؛ طويلة ومملة؛ لكن المفاجأة أننا تابعنا «مسلسلًا» قصيرًا لم يستغرق بضع ساعات، حبست أنفاس العالم كله!

المحاولة الفاشلة التي حدثت أخيرًا، ليست سوى «فيلم هندي»، قام به مجموعة من العسكريين المغامرين بمستقبل بلادهم، المنفصلين عن حقائق الواقع السياسي.. مجموعة لا تتجاوز ألفي عنصر حاولت السيطرة على جيش «الرابع في العالم قوة وتجهيزًا» يبلغ قوامه نحو مليون جندي!

لعل أكثر المشاهد غرابة في هذا «المسلسل» أن يتولى جهاز المخابرات، والشرطة المدنية وعناصرها من القوات الخاصة، اعتقال ضباط الجيش المشاركين في الانقلاب، الذين كانوا يقودونهم ويعتقلونهم من الشوارع مثل اللصوص، يرتدون بزاتهم العسكرية.

ظهور «أردوغان» عبر فيس تايم، دفع قطاعات كبيرة من الشعب إلى الخروج للشوارع دفاعًا عن «الشرعية»، أعقبه شماتة أظهرها كثير من الإعلاميين والصحافيين، عندما تناولوا خطاب الرئيس التركي عبر هاتف نقال، وليس عبر قناة رسمية، بنوع من الشماتة، باعتباره دليلًا على أنه فقد السيطرة على البلاد!

وفيما كان الإعلام العالمي يتحدث عن فوضى الأخبار في تركيا، محاولًا استقاء المعلومات الواردة من هناك، لمعرفة حقيقة ما يحدث، كانت بعض القنوات، في وادٍ آخر، يهللون لـ«نجاح» الانقلاب العسكري في تركيا، وهو ما ظهر جليًا في تعليقات الإعلاميين وضيوفهم على تلك القنوات، الذين أكدوا قرب حدوث حرب أهلية مرتقبة في تركيا .

ما يلفت الانتباه أنه مع الدقائق الأولى من انتشار خبر الانقلاب في تركيا وقبل أن تتضح الأمور، سارع عدد من الإعلاميين والصحافيين العرب بتهنئة قادة الانقلاب والشماتة في الرئيس التركي وحزبه الحاكم.

لقد سببت آثار هذا التسرع حرجًا بالغًا وقع فيه إعلاميون مخضرمون نتيجة سرعة فشل المحاولة الانقلابية، ما دفع بعضهم إلى اعتبار الحدث «تمثيلية» أراد بها أردوغان كسب التعاطف لتحقيق السيطرة المطلقة على شعبه، ورفع شعبيته التي انهارت.

إذن، النتيجة فشل محاولة الانقلاب، لأنه لم يجد بيئة انقلابية لدى الجيش أو الشعب التركي، ووجد شجاعة من القادة السياسيين ومن قادة أحزاب المعارضة، الذين تخلوا عن خلافاتهم الشخصية مع النظام والحزب الحاكم والتفتوا إلى وطنهم ودولتهم وجيشهم ووقفوا صفًا واحدًا.

إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ستترك غموضًا كبيرًا إزاء مواجهة تنظيم الدولة، كما سيكون لها انعكاسات سلبية على أمريكا وحلفائها في المنطقة، خصوصًا أن أي واقع جديد يظهر في تركيا لن يكون جيدًا بالنسبة لحلف الناتو ومشكلة اللاجئين والملف السوري.

يبقى القول إن ما حدث في تركيا سيجعل أردوغان وحزبه الحاكم، على المحك، خصوصًا في ما سيقوم به من إجراءات ضد مناوئيه وخصومه، سواء أكان في مؤسسات الجيش والشرطة أو القضاء.

[email protected]