عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يخطئ من يعتقد أن الوطن القومي لليهود سيقف عند حدود فلسطين المحتلة، إذ إن فكرة الوطن عند الصهيونية شأنها شأن «داعش» والمنظمات المتشددة التي فرختها ثورات الربيع العربي، تلك المنظمات التي تعمل على فكرة  «أوطان بلا حدود»، من هنا لا تتعجب ولا تستبعد الحراك اليهودي الخفي في اليمن وفي الأزمة السورية، والأهم في المعضلة الليبية التي يصر المجتمع الدولي على تجاهلها لحين تنفيذ الأجندات الأجنبية بها وفي طليعتها الأجندة اليهودية.

ما يجري في ليبيا والمنطقة العربية المضطربة الآن يجيب بوضوح عن السؤال الذي حير الكثيرين: لماذا إسرائيل التي تتشدق بالديمقراطية دون دستور مكتوب يرسم حدودها الجغرافية والسياسية حتى هذه اللحظة؟ لقد كان من ضمن مخططات اليهود إقامة وطن قومي في ليبيا في الجبل الأخضر، وجاء هذا الاقتراح من منظمة الأراضي اليهودية بلندن التي يترأسها اليهودي الكبير «إسرائيل زانجويل» ويقترح عليهم فكرته ويحدد لهم منطقة «الجبل الأخضر» في برقة بالذات، كما يتبين من المقدمة التاريخية والسياسية التي كتبها إسرائيل زانجويل في الكتاب الذي تضمن تقارير البعثة التي أرسلتها «منظمة الأراضي اليهودية» لفحص المنطقة المقترحة لتوطين اليهود في برقة، وهو ما صار يعرف بـ«الكتاب الأزرق».

وبناءً على ما تقدم به السير هاري جوهانستن وما كتبه ناحوم سلاوش، قامت «منظمة الأراضي اليهودية» في الخامس من شهر (يوليو) سنة 1908 بإرسال بعثة علمية إلى مدينة طرابلس ومنها إلى منطقة الجبل الأخضر لدراسة إمكانية تحقيق هذه الفكرة. وقد أوكلت رئاسة البعثة لـ«جي جريجوري» استاذ الجيولوجيا بجامعة جلاسجو البريطانية. وتضمنت فريقا من كبار المتخصصين في مجالات الزراعة والهندسة والموارد الطبيعية، وطبيباً هو الدكتور «م. كيدر» الذي قام بدراسة الأحوال الصحية في برقة وبالأخص بالجبل الأخضر وأعد التقرير الصحي، بالإضافة إلى ناحوم سلاوش، لسابق خبرته بالموضوع ولتوضيح أهداف البعثة لرجب باشا وابعاد أي شك يثيره مجيء البعثة عند أهل البلاد.

ولمن لا يعرف منطقة الجبل الأخضر التي تثير لعاب اليهود، تعد أهم بقاع ليبيا الاستراتيجية لوقوعها على ساحل البحر الابيض المتوسط وكانت مسرحا للحضارات الشرقية القديمة وموطن المناضل الليبي عمر المختار، والحديث يطول في وصف هذه البقعة الساحرة والنادرة بالشرق الاوسط، ويكفي أن نعلم أنها كانت مطمعا للقوى الاستعمارية في السابق كما هي الآن بالنسبة للمتمردين واليهود على السواء.

عموما يذهب إسرائيل زانجويل إلى حد تفضيل برقة الليبية على فلسطين نفسها في تحقيق الموطن القومي لليهود، ولولا الغزو الإيطالي الذي اجتاح ليبيا في 1911 لكان سلم السلطان التركي ليبيا لليهود وذلك باعتراف المؤرخين اليهود أنفسهم.

وما يجري داخل إسرائيل حاليا من تدليل ليهود ليبيا سواء بوزراء في الحكومة أو اعضاء بالكنيست ما هي إلا بروفة لإعداد هؤلاء الكوادر لتولي مهام خاصة في الأراضي الليبية «المحروقة» عمدا بفعل ميليشيات الموت وتواطؤ المجتمع الغربي، في سيناريو مشابه لما جري إبان احتلال فلسطين.

[email protected]