رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناك من الأقوال ما يطلق عليه مسمى «حكمة» أو «مأثورة»، ويتم تداولها وتناقلها عبر الأجيال والأزمان.

منها ما يتلاشى عبر الأزمان إما لأنها «أى المأثورة» لم تعد تتناسب مع مستجدات الزمن الذى تلاشت فيه، أو لاكتشاف سلبياتها، وبالتالى إما أن تتلاشى أو يتم تعديلها وإحلال صحيحها محلها.

ومن أهم تلك المأثورات المضللة مقولة تاريخية قديمة قدم تاريخ مصر المكتوب والمدون أى منذ نحو 55 قرنًا من الزمان.

وهى مقولة «من يملك قوته يملك قراره»!!!

عجباً لتلك المقولة التى أدت عبر حفظها وترديدها عبر آلاف السنين لاحتلال مصر وجعلها قبلة جميع الغزاة عبر كل الأزمات، كيف؟ فمصر كانت عبر الأزمان تُعرف بـ«سلة القمح» ولكن لم تكن أبداً إلا سلة القمح للآخرين، ولم تكن أبدًا سلة القمح لشعب مصر بل سُميت لفترة زمنية طويلة سلة القمح لأوروبا، فنجد عبر التاريخ أن الإغريق احتلوا مصر نحو عام 340 ق.م، وكانت حتى قبل غزوها لمصر تسمى بالمملكة إلى أن دانت لها مزارع مصر، وسميت بالإمبراطورية الإغريقية ومن بعدها المملكة الرومانية التى أتت على غريمتها الإغريقية، واحتلت مصر عام 40 ق. م، واحُتفل بهذا اليوم الذى أصبح العيد القومى للدولة الرومانية، وسميت من ذلك اليوم بالإمبراطورية الرومانية، وقالوا إنهم امتلكوا سلة غلال العالم، وبعدها احتلوا جميع الدول المحيطة المطلة على البحر الأبيض المتوسط حتى سقوطهم بالفتح الإسلامى عام 625م، أى بعد تمتعهم بقمح مصر وغلالها لنحو سبعمائة عام، وبعد ذلك توالت الدول على مصر «الأموية والعباسية الأولى والفاطمية والعباسية الثانية والمماليك والعثمانيين» ومع جميع الدول المتعاقبة الإسلامية كان يخرج قمح وغلال مصر لتذهب إلى عاصمة الخلافة قبل أن يتم الاكتفاء لشعب مصر!

ألا يلفت كل ذلك نظرنا إلى زيف وتضليل تلك المأثورة؟ والآن آن لنا أن نعرف تصحيحها، أو صحيحها، وهى «من يملك سلاحه.. يملك قوته وقراره» وهذا هو مفتاح من مفاتيح كل ما نتعرض له من هجمات شرسة من دول العالم كلما حاولنا تطبيق التصحيح.

باحث قانونى