عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

نعم أصبحت مصر قاعدة أساسية للهجرة غير الشرعية.. أى خطوة للانطلاق حتى ولو للمجهول، وما الهجرة غير الشرعية إلا خطوة للموت غرقًا، أوطعامًا للأسماك.. أو طريقا للسجن.

وهى لم تعد كذلك - فقط للمصريين - الذين يحاولون مرات ومرات الهجرة إلى الخارج حتى ولو باعوا الجلد والسقط ليدفعوا الثمن للسماسرة، وتجار الرقيق الحاليين ونظرة إلى نوعية وجنسيات من يتم ضبطهم نتأكد من تلك الحقيقة وإذا كانت القاعدة تقول إن ما يتم ضبطه هو النسبة الأقل، حتى ولو كانت مخدرات أو أقراص ترامادول.. فإننا أمام حقيقة خطيرة، هى أن كثيرًا من البشر يهربون من بلادهم، ولهذه أسبابها العديدة.

مثلاً قد تكون الهجرة غير الشرعية، بسبب الحروب والصراعات العرقية أو السياسية أو الدمار داخليًا كان أم خارجيًا.. وقد يكون بسبب عدم توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ولو مجرد لقمة عيش تحفظ الحياة أو بسبب غياب فرصة شريفة للعمل الشريف.. أو الصراع على القيادة.. ولكن الأهم أن المهاجر يحاول أن ينجو ليعيش.. وهذا المهاجر يفقد الشعور بالمواطنة بمجرد تفكيره فى هجرة وطنه وأهله وعشيرته.. واللافت للنظر أن نسبة كبيرة من هؤلاء تصحب معها أولادها.

حقيقة عرف التاريخ موجات لهجرات جماعية كبيرة، كما حدث عندما انهار سد مأرب فى اليمن وتوقفت عملية الزراعة وقل تواجد الطعام والشراب أو كما تروى لنا السير الشعبية هجرة «الهلالية» إلى مصر ثم إلى تونس أو محاولات أبناء ألمانيا الشرقية الهروب إلى ألمانيا الغربية هربًا من الشيوعية.

ولكن الأخطر هو ما يجرى الآن من هجرات بشرية ولاحظوا أن بين هؤلاء المهاجرين بشرًا من السودان والصومال وإثيوبيا، حيث الحروب الأهلية التى طالت فى هذه البلدان، أو سيطرة قبلية من بشر على قبائل أخرى، وربما كانت مجازر رواندا بين قبائل الهوتو.. وقبائل التونسى خير مثال.. وراح ضحيتها حوالى 150 ألف شخص واضطر مئات الألوف من التوتسى للهروب إلى أوغندا وما يجرى فى الصومال منذ الانقلاب على سياد برى وانقسام البلاد إلى أكثر من دولة.. بل لا توجد الآن هناك أى مظاهر لمعنى الدولة.

وأيضًا - فى اليمن - حروب وحروب وتدخلات خارجية فى شأن هذا البلد جعل كثيرًا من أبنائها يهربون.. وهم من أذكى شعوب العرب.. وكذلك الوضع فى إريتريا، فلا أحد يعرف نوع الحكم فيها.. هل هو شيوعى، أم دكتاتورى.. أم هواه مع إسرائيل.

وإذا كانت الشعوب المهاجرة تلجأ لذلك هربا من أوضاعها الداخلية أو من الاحتلال كما فى العراق وفلسطين وسوريا.. فإن القارة الإفريقية هى الآن قارة طاردة للبشر من أبنائها، بدليل أن نجد بين من يتم ضبطهم وهم يحاولون الهجرة - ومن خلال مصر - كثيرين من أبناء الصومال وإريتريا وإثيوبيا والسودان، وبعضهم يحاول الهجرة إلى إسرائيل ليس فقط من يهود الفلاشا فى إثيوبيا.. بل أيضًا من جنوب السودان.

وهكذا أصبحت مصر قاعدة تتجمع فيها كل هذه النوعيات.. ليأخذوها نقطة للهجرة.. وقبل يناير 2011 كان بعض هذه الجنسيات يأتى إلينا ليستقر بيننا.. ولكن بعد أن تحولت مصر نفسها إلى نقطة يهرب منها حتى أبناؤها.. تغيرت الأوضاع، لتصبح مصر مجرد قاعدة لغيرها.. وبالطبع مع أبنائها!!