عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

شنت نقابة الدعاة هجوماً عنيفاً على وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بسبب قراره الخاص بتوحيد خطبة الجمعة.. فقد ألزمت وزارة الأوقاف جميع الأئمة بقراءة خطبة الجمعة مكتوبة.. وشكلت لجنة لاختيار موضوعات الخطبة وصياغتها بما يتواكب مع روح العصر.. ولكن نقابة الدعاة لم يعجبها قرار الوزير.. وقد اتهم بعض الدعاة الوزير بأنه يمارس سياسة قمعية لتكميم الأفواه!

قرار الوزير جاء لأن بعض الخطباء ينسون أنفسهم على المنابر أثناء خطبة الجمعة.. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.. ويتعمدون الإطالة والانحراف بالخطبة لأمور سياسية لا علاقة لها بالدين.. أو طرح موضوعات تثير غضب أو ملل المصلين.. وتؤدى لنفور الشباب وصغار السن.. وقد شهدت بنفسى عدة مواقف ترك فيها بعض الناس المسجد أثناء خطبة الجمعة بسبب الإطالة المفرطة.. لأن منهم المريض أو المسافر.. أو الذى لا يحتمل الإطالة تحت أشعة الشمس.

وقد رأيت بنفسى مريضاً مسناً يقطع صلاته ويوجه ألفاظاً جارحة للإمام بسبب الإطالة التى لم يستطع تحملها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صلى بالناس فليخفف.. فإن منهم المريض والضعيف وذا الحاجة».

فى الحقيقة ينبغى أن تكون موضوعات خطبة الجمعة تواكب العصر.. وتحث الناس على الأخلاق الحميدة والتسامح والالتزام بالعبادات والمعاملات الطيبة وحب العمل والإنتاج.. وبث الأمل.. لأن هناك أئمة ودعاة يركزون فى خطبهم على الغيبيات وعذاب القبر فقط.. واختيار الموضوعات التى تؤدى لنفور الناس وابتعاد الشباب.

الخطيب البليغ هو الذى يستطيع أن يجمع المعانى الكثيرة فى الألفاظ اليسيرة والكلمات البسيطة الموجزة.. ولكن للأسف هناك خطباء مساجد يتحدثون كالببغاء ويرددون كلمات محفوظة فحسب وليست لديهم القدرة على شرح أو توصيل معانيها للناس.

الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاة يرى أن وزير الأوقاف بقراره يحول الدعاة إلى آلة متحركة.. ويرى دعاة وأئمة آخرون أن القرار يمنع الإمام أو الخطيب من الاجتهاد.

بصراحة إننى أنحاز لقرار توحيد الخطبة على الأقل فى كل محافظة أو مديرية.. مع إتاحة الفرصة للاجتهاد فى ذات الموضوع خاصة للدعاة الموثوق فى كفاءاتهم.. لاختيار الكلمات التى تعبر عن المضمون ببساطة حتى يفهمها جموع المصلين.

أم أن نترك منابر المساجد لدعاة يبحثون عن زعامة أو يروجون أفكاراً رجعية تجرنا للوراء أو تحض على العنف والكراهية.. فإن هذا الأمر لا يقبله أى إنسان طبيعى.. أو مسلم ينحاز للوسطية التى تدعو للتسامح والقيم النبيلة.. وتنبذ الحقد والكراهية.. والتطرف الأعمى الذى يروج للعنف والقتل.. والتدمير وتكفير الآخر.