رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تعلمت فى تلك الحياة أنه عندما يغلق باب فى وجهك، تحاول أن تطرقه مرة أخرى بأسلوب جديد، أو تبحث عن باب آخر تطرقه، أو حتى نافذة تستطيع منها أن تخرج إلى سطح الحياة، وخلال كل تلك المحاولات، تصقل شخصيتك بالثقافة الحيايتة والموهبة وأشياء كثيرة، ظللنا نتعلمها من الأديان والمعتقدات والشارع والمدرسة والأسرة.

هذه هى أحد أسس تكوين الإنسان طوال تاريخه، وهذا ما فهمناه وتعلمناه، وأن الحياة ليست سهلة وليست بسيطة وليست سيئة ايضاً.

لكن الدراما المصرية كان لها رأى آخر في هذا الأمر، وصنعت لها باباً خاصاً بها، وبإبطالها أيضاً، هذا الباب هو إما أن تصير إرهابياً أو بلطجياً، ما دمت تريد أن تعيش فى المجتمع المصرى، وما دمت لا تملك المال أو النفوذ أو العلاقات التى تجعلك تحقق أحلامك بطريقة مشروعة.

ليصبح هذان هما النموذجين اللذين قدمتهما الدراما المصرية في العشرين عاماً الأخيرة، افتتحها «طه الشاذلي» في فيلم عمارة يعقوبيان، عندما فشل في الالتحاق بكلية الشرطة؛ بسبب أن والده بواب العمارة، وهى مهنة ذات مستوى متدن اجتماعياً، فلم يجد إلا طريق التطرف الديني ليصبح أحد أعضائه وقواته، وكأنه بذلك ينتقم من المجتمع ومن فقره ومن مصيره السيئ الذي وضع فيه.

 وبما أن العالم يتطور بسرعة شديدة، فيصبح هذا النموذج هو المثل الأعلي للشباب للانتقام من هذا المجتمع الذي لا ينظر إلا لطبقته العليا فقط، أو لأصحاب المال والثروة والسلطة فيه.

وتأتي شخصية «ناصر الدسوقى» في مسلسل الأسطورة، لتؤكد أنه ما دام أغلق في وجهك باب، فيجب أن تنتقم وتتحول إلى بلطجى حتى تستطيع أن تنفذ رغباتك وتحقق أحلامك.

وهذا ما فعله باختصار شديد بطل المسلسل، بعد أن أغلق في وجهه طريق السلك القضائي أو الالحتاق بالنيابة بعد تفوقه في كلية الحقوق، نظراً لسمعة اخيه البلطجي وتاجر السلاح، فما يكون منه إلا أن يرتدي جلباب أخيه، ويصبح طريق البلطجة هو المليء بالورود الدامية لتحقيق أحلامه في مجتمع انكره أو خذله أو أغلق الباب في وجهه سواء بحق أو لا، وتصبح أول مكافأة لك هي الحصول على مليون دولار لأول عملية لك في طريق البلطجة، إلى أن تصل إلى غرفة مليئة بالدولارات التى لا أستطيع أن أحدد قيمتها هنا.

ولأن السينما والتليفزيون يعبران عما يحدث على أرض الواقع، فإننا نقول لأبنائنا، ها هما الطريقان، وها هي طريقة التعبير عندما يغلق في وجههك باب، وها هو طريق التعب والكفاح والثقافة والموهبة، فيجب أن تكون إرهابياً أو بلطجياً، ولا ثالث لهما، فتلك الطريق هي التى تحقق لك أحلامك وتجعلك تستطيع أن ينصت لك المجتمع، كشخص إرهابي يثير الفزع بخطبه أو قنابله، وكبلطجي يثير الفزع بسبابه وتبريقه عينيه وسلاحه الرشاش أو مسدسه ذى الطقات التى لا تنفد.

وفي الختام: ليس لنا ولمصرنا الحبيبة إلا الله، وشبابها الذي يعرف كيف يصعد على السطح بالطرق التقليدية والتى أول شيء فيها: التعب والكفاح والرضا بما قسمه الله لك.