رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

للأسف.. جاء تدخل مجلس النواب المصري في ملف أزمة القتيل الإيطالي «ريجيني».. أو بالأصح أزمة العلاقات المصرية- الإيطالية.. متأخراً جداً.. جداً.. وأيضا جاء سيئاً جداً.. جداً.

تمخض البرلمان.. فولد فأراً.. وقرر رئيس المجلس أن يحرم الاتحاد البرلماني المتوسطي من حضوره ـ شخصياً ـ اجتماعات الاتحاد في روما.. احتجاجاً على قرار البرلمان الإيطالي- الخطير- بتعليق تزويد القاهرة بقطع غيار الطائرات الحربية (إف 16).. وأناب السفير محمد العرابي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب في الحضور.. والذي حمله برسالتين لرئيسي مجلسي النواب والشيوخ الإيطاليين.. لا يمكننا حتى الآن معرفة مضمونهما.. ولا نريد أن نعرفه.. لأننا لا نظن أنهما سيحملان أي جديد.

** تصريحات العرابي..

قبل سفره إلى روما لا تبشر بالخير.. فهو يركز على أنه سيقول للجانب الإيطالي «إنهم يبنون مواقفهم على افتراضات خاطئة.. ويتخذون قرارات متسرعة تضر بالعلاقات المصرية ـ الإيطالية».

هذا خطاب نراه فاشلاً.. ونستطيع أن نتنبأ مقدماً بالرد الإيطالي عليه.. وهو: «إذا كانت افتراضاتنا خاطئة.. فلماذا لم تقدموا لنا حقيقة مقنعة حتى الآن»؟

** منذ بداية الأزمة..

ونحن نطالب بتحركات عاجلة.. وجادة وشفافة من الجانب المصري.. لاستباق أي خطوات عملية قد تلجأ إليها روما للضغط على مصر.. لكن للأسف كان التحرك المصري في اتجاه آخر.. مبني على «رد الفعل» وليس «المبادرة».. بمعنى أننا فضلنا أن يأتي التحرك من جانب الإيطاليين ثم نرد عليه.. وحتى عندما فعلنا ذلك جاءت ردودنا كارثية ومخيبة للآمال.. وذهب الوفد الأمني المصري إلى روما حاملاً مبررات وحكايات وروايات لم تقنع الجانب الإيطالي.. بل إنها زادته تعنتاً وإصراراً على وجود «حقيقة غائبة» لدى المصريين.. يتعمدون المراوغة والتضليل لإخفائها.. خاصة بعد ظهور متعلقات الباحث الإيطالي القتيل.. بشكل مريب.. مع إحدى قريبات زعيم عصابة قطاع طرق تمت تصفيتها بالكامل في اشتباك مسلح مع قوات الأمن!

** ومما زاد الطين بلة..

أن هذه الرواية الغامضة.. توقفت الأجهزة الأمنية عن ترديد تفاصيلها.. أو حتى محاولة تأكيد علاقتها بحادث قتل ريجيني.. بعدما رفض الإيطاليون تصديقها.. وهذا دليل كاف على كذب الرواية وتلفيقها.. وهو أمر يستوجب محاسبة كل من تورط فيه.. لأنه زاد الأمور تعقيداً بدلاً من حلها.

قلنا.. ومازلنا نقول: لا حل لهذه الأزمة إلا بكشف الحقيقة كاملة.. مهما كانت مرارتها.. ومن أخطأ ينال عقابه.. فهذا أكرم لنا من التورط في مزيد من الأكاذيب.. ونعتقد أن الإيطاليين لا يردون إلا ذلك.