عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي فين؟

الرئيس السيسى فى الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 30 يونية، قال بشكل عابر إن الأغانى التى استمعنا إليها عمرها 50 سنة أو أكثر، ثم عبر إلى موضوع آخر.. لكننى أخذت بالى أن معظم الأغانى كانت منذ ثورة يوليو 52 وليست ثورة 30 يونية ولا 25 يناير.. فهل كان الرئيس يريد أن يسأل أين أغانى ثورة 30 يونية؟.. هل كان يريد أن يسأل أين أغانى 25 يناير، باعتباره ابن الثورتين؟!

الرئيس عنده حق أن كل الأغانى التى تم إعدادها لاحتفالات 30 يونية، كانت أغانى «أم كلثوم» و«عبدالحليم».. فما هو المعنى؟.. أين الشعراء والرواة والكُتاب؟.. الصور الغنائية فين؟.. الأغانى الثورية فين؟.. شعراء الثورة فين؟.. ما معنى هذا؟.. هل معناه أن هذه المسألة قد تتأخر لوقت آخر؟.. هل معناه أن الثورة لم تخلق شعراءها؟.. أو بطريقة أخرى، هل الشعراء الموجودون لا يؤمنون بالثورة؟!

المعروف أن الأحداث العظيمة تحتاج لمن يخلدها.. الثورات أهم هذه الأحداث فى حياة الشعوب.. الأعمال الفنية فى مقدمة هذه الأشياء التى تخلد الثورات.. غناء وشعراً ودراما وفناً تشكيلياً.. هل تتأخر هذه الفترة؟.. هل نحتاج إلى وقت أطول؟.. هل الشعراء فى واد والسلطة فى واد؟.. ما هو تفسيرك لعدم ظهور أسماء مثل «عبدالحليم» و«شادية» باعتبار أن «أم كلثوم» سابقة على الثورة ولاحقة عليها؟!

دعونى أحكى لكم طرفة.. كانت أم كلثوم تغنى طبعاً فى العصر البائد بين قوسين.. وهو العصر السابق على ثورة يوليو.. وكان «عبدالناصر» من عشاق «أم كلثوم» كسائر الشعب العربى، وليس المصرى وحده.. حين قامت الثورة تم منع أغانيها.. وفى زحمة الأحداث فوجئ «ناصر» أن الإذاعة لم تعد تذيع أغانى «كوكب الشرق».. سأل «ناصر» حكمدار الإذاعة قال إنها من العصر البائد وهنا كانت الصدمة الكبرى!

سخر «ناصر» من حكمدار الإذاعة بقوله: إذا كنت تعتبرها من العصر البائد فالأهرامات أيضاً من العصر البائد اذهب غداً على رأس كتيبة واهدم الأهرامات.. وفهم الضابط مراد «ناصر» وأمره بإذاعة أغانى «أم كلثوم» ثانية..  ومرت الأيام، أصبحت «أم كلثوم» لسان الثورة والمجهود الحربى بعد 67 أيضاً.. وخلدت «كوكب الشرق» بغنائها ثورة يوليو وأصبحت صوت الشعب الثائر من المحيط إلى الخليج!

ثورة يناير لم تجد حتى الآن من يعبر عنها.. ثورة يونية بالتأكيد أقل حظاً من أى ثورة مصرية.. هل السبب ما قيل بشأنها دولياً؟.. هل السبب اللغط الشعبى المثار حولها؟.. هل السبب أن الشعراء لا يحظون برعاية كاملة من وزارة الثقافة خصوصاً، والدولة المصرية عموماً؟.. ماذا جرى؟.. لماذا لم يظهر عبدالحليم حافظ؟.. هل مصر تم تجريفها وتجفيفها من الإبداع على مدى السنوات السابقة؟!

 

آخر كلام:

قد يكون زمن «ناصر» مختلفاً عن زمن «السيسى».. قد يكون الإعلام نفسه اختلف  عن زمن «ناصر».. قد يكون الفن والشعر له ظروف مختلفة.. لكن تبقى هناك مشكلة.. لماذا سكت الشعراء؟.. هل سكتوا عمداً؟.. هل سكتوا غضباً؟.. باختصار أين ذهبت أغانى الثورة، ولماذا نغنى شعراً عمره 50 عاماً منذ زمن «ناصر» حتى الآن؟!