رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

عرفت مصر، والبشرية كلها، أنواعاً  عديدة من الأمراض، التى حصدت الملايين.. منها الطاعون.. والجدرى.. والسل.. والكوليرا.. والبلهارسيا.. وكنا نطلق على كل مرض منها كلمة الوباء.. ثم الاسم الصحيح.. ولكن الوضع يختلف لا أعرف لماذا.. إننا لم نطلق الاسم الصحيح مع واحد من أخطر الأمراض.. هو السرطان.

فالمصرى، ومن عشرات السنين، كان يطلق على هذا المرض مرة اسم المرض «الوحش» بكسر الحاء.. أو المرض الخبيث.. أو المرض اللعين.. وحتى الآن ما زال معظم المصريين لا يطلقون عليه الاسم السليم وهو السرطان.. ربما بسبب بشاعته.. وربما لقناعة بأنه مرض لا شفاء منه.. بل حصد هذا المرض الكثير من المصريين، منذ عشرات ومئات السنين.. وهو وحش فعلاً.. ووحش.. وكل الصفات تتوافر فيه.

** الآن ـ وبعد أن توغل السرطان فى أجساد الملايين ـ مازال معظم المصريين يطلقون عليه هذه الأسماء، التى تدل عليه.. ولا يصرخون به.. وأصبح هذا السرطان واحداً من أخطر الأمراض التى تأكل أجساد الناس ولا علاج له.. إلا بمشرط الجراح، أى بالإزالة والقطع.. وأصبح هو لا يقل خطراً ـ بل ربما أكثر ـ من مرضى فيروس سى، وإذا كنا قد عرفنا على وجه اليقين أسباب انتشار مرضى فيروس سى فإننا لا نعرف على وجه اليقين أسباب مرض السرطان.. رغم تقدم الطب ورغم أن كل ما نعرفه ـ حتى الآن ـ هو التحليل للتأكد من أن الورم الذى تسلل للجسد ورم حميد أم خبيث.. وإن كان الأفضل هو إزالة واستئصال الورم، مع الحرص على استئصاله من جذوره.. حتى لا يعود أو ينتشر.

** وإذا كانت الأورام السرطانية «شبه محصورة» زمان فى مناطق محددة.. إلا أنها الآن أخذت تنتشر فى مناطق لم تكن معروفا أنها  من المعرضة للإصابة به.

ترى.. ما هى أسباب انتشار ذلك ـ وبالذات فى السنوات الأخيرة ـ هل السبب غذائى، أى فيما نأكل ونشرب بسبب انتشار استخدام الأسمدة والهرمونات التى تستهدف تحسين وزيادة الإنتاج بهدف زيادة الأرباح.. أم السبب هو فى نوعية المياه التى نشربها، بعد أن اختلطت مياه الصرف الزراعى والصرف الصناعى والصرف الصحى بمياه النيل، المصدر الأساسى لشرب كل المصريين؟.

** لقد أصبح  هذا المرض اللعين هو «البعبع» الذى يخيف الناس.. رغم أنهم ـ فى الغرب ـ نجحوا إلى حد ما فى السيطرة على هذا المرض بل وفى شفاء نوعيات عديدة ممن أصيبوا به، فى أوروبا وأمريكا بل وفى الصين واليابان.

**وهل من الممكن رفع نسبة الشفاء بين المصابين به.. بل ووصولها وانتشارها بكثرة حتى بين الأطفال.. ربما أعلى من نسبة الإصابة فى أطفال شعوب غيرنا.. وأن هذا هو سبب إرادة كل المصريين فى إنشاء العديد من مستشفيات السرطان للكبار والصغار معاً..

** ماذا يقول أطباؤنا.. وهل من أمل.. يزيد الأمل؟!