عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

كان لتكريم المواطنين المصريين المتميزين أهمية كبيرة فى مجتمع ما قبل انقلاب 1952 العسكرى، فقد كان القانون يحدد مجموعة من الرتب المدنية التى كان يحق للمصريين أن ينالوها بشروط محددة مقابل تميزهم فى العمل العام ومدة خدمتهم فيه أو مقابل خدماتهم ومساهماتهم للمجتمع وللأمة المصرية. وقد كانت للرتب المدنية أهمية كبرى فى تحفيز المصريين على التميز والتفانى فى خدمة بلادهم وإخوتهم فى الوطن، وللأسف فقد كان أول قرارات قادة انقلاب 1952 العسكرى هو إلغاء الرتب المدنية فى خطوة كشفت بوضوح الحقد الشديد الذى كان يملأ قلوب هؤلاء تجاه أصحاب هذه الرتب، بل وتجاه المدنيين بصفة عامة، وقد كان فكرهم المريض يصور لهم أنهم وحدهم الوطنيون حقاً، وأنهم وحدهم الذين يستحقون أن يحملوا الرتب وأنهم وحدهم أصحاب السيادة فى هذا البلد، بل وتمادوا فى ذلك بأن زرعوا فى دساتير مصر المتوالية مادة تحظر إنشاء الرتب المدنية، ولكن الحقيقة هى أن أصالة الشعب المصرى قد غلبت هذا الفكر المريض ووجد حكام مصر منذ 1952 وحتى الآن أن الشعب ما زال يمنح الرتب المدنية بين أبنائه يميناً وشمالاً، بل بمبالغة كبيرة فى أحيان كثيرة لدرجة أن الشخص الذى يحترمه ويقدره الناس فعلاّ يطلقون عليه لقب «بك»، بينما الذين يتملقونه لسبب أو لآخر يقولون له «يا باشا»! لقد حاول عبدالناصر –وكل من جاءوا بعده– أن يبينوا للمصريين المدنيين أنهم يقدرون دورهم فى منظومة العمل الوطنى، إلا أن نظرة سريعة للموضوع تؤكد أن تكريم المدنيين من رموز العمل العام فى مصر هو أمر ثقيل جداً على قلوبهم، وأن هذا التكريم بأشكاله الضعيفة الحالية يتم فى أضيق الحدود ويقتصر على المدنيين الذين ينتمون إلى تنظيمات مهنية مؤثرة على الرأى العام ولها دور سياسى، أو هؤلاء الذين يقدمون خدمات خاصة للدولة وأجهزة الحكم، وباستثناء فترة حكم مرسى التى منح فيها الأوسمة والنياشين لنفسه ولإخوانه بسخاء شديد، فإن المدنيين فى مصر ما زالوا يعانون من ضعف التقدير الرسمى لدورهم فى حياة بلادهم، رغم أنهم أصحاب الدور الأهم والفضل الأكبر فى بناء البلاد بلا منازع! تحية كبيرة لكل مدنى مصرى قام بخدمة بلاده وأبناء وطنه بالعمل المخلص الجاد، وتحية كبيرة للعهد الجميل النبيل، الذى كان يقدرهم فيه الحكام ويكرمونهم.