رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

حالة من عدم البهجة أصابتنا، وأصبح الحصول عليها شيئًا نادرًا تلك الأيام، فلم يعد شيء حولنا يبهجنا أو يفرحنا، حرارة الجو تطيح بكل طاقتنا، وارتفاع الاسعار أو التضخم يلتهم قروشنا القليلة، وتسريبات الثانوية العامة أثبتت مدى تقصيرنا أو عدم قدرتنا على حماية أو رعاية أنفسنا من الداخل.

لذا لم يكن أمام البعض إلا أن يغرق في قطع وأدخنة الحشيش المزيف، والبعض يبحث عن أقراص الترامادول كي تنسيه تلك الحياة، والبعض الآخر يبحث عن مباراة كرة قدم يخرج فيها كبته أو غضبه، والمجموعة الأكثر منا تبحث عن بطل أو قصة في إحدى مسلسلات رمضان كي يجد فيها نفسه أو يجد البطل الذي يخلصه مما هو فيه.

هذا هو حالنا الان، ونحن ندخل عيد الفطر أعاده الله علينا باليمن والبركات، ندخل العيد دون نقود تشخلل في الجيب فنقوم بتوزيعها على الابناء، ولا توجد قدرة لصنع صاجات الكعك أو حتى شرائه جاهزا، والمعدة لم تعد تحتمل أي نوع من الطعام بعد استهلاكها في شهر رمضان بأطعمة فاسدة، والذاكرة لم تعد تستطيع تذكر شيء من قسوة الاعلانات التى تداهمنا ليل نهار، سواء اعلانات التسول او الامراض او الفيلات الفاخرة ذات الثلاث حدائق.

وبين كل ذلك تقف الأسرة المصرية عاجزة وغير سعيدة ومضطربة وتشعر بقلة الحيلة، فلم تعد الأم تستطيع أن تدبق ما تريده لابنائها، ولم يعد الأب يستطيع أن يحمل أي شيء يبهج كي يعود به إلى اسرته،  والابناء يتقافزون على المقاهي او نوادي النت او النواصي دون عمل، حتي المجلات التى كانت تحمل اعلانات البسكويت او الشيكولاته، كنت استطيع ان اعود بها كي ابهج بها اسرتي، الا ان هذه المساحة تم مداهمتها باعلانات جوائز السيارات وشركات الاتصالات.

وأنا هنا، لن ألجأ إلى الحكومة كي ترسل لي بهجة أحملها خلال أيام العيد واقوم بتوزيعها عليهم مع بعض البالونات الملونة والبسكويت، لماذا ؟ لان الحكومة عاجزة، بل ولا ترى ازمتي في الحصول على بهجة تملأ القلب وتشرح الذاكرة، كما أنني – كمواطن – لا أراها، ولا اشعر بما تفعل، حتي سدادها قرض قطر خلال الايام الماضية ، لم يبهجني، ولم يشعرني بقوة حكومتي.

لذا أرسل رسالتى هذه للسيد الرئيس، كي يرسل لنا بهجة، ليست مرتبطة بالمال، بقدر ارتباطها بشعورنا بالرضا والأمان وقدرتنا على رؤيتنا للمستقبل الذي اصبحنا نخشاه، بهجة تجعلنا نتقافز ونفرح ولا نخشي احدًا، ولا ينتقل هذا الاحساس الى ابنائنا، بهجة لا تجعلنا في حالة من القلق الدائم والعبوس المستمر والتذمر من اي شيء، بهجة تملأ القلب وتشبع الوجدان وتشعرني بأنني مواطن مصري يحيا حياة كريمة ويستطيع ألا يخشى محصل الكهرباء كل أول شهر، بهجة تشعرنا بمدى قوتنا وبمدى قدرتنا على التغير وعلى التحليق في السماء عاليا، بهجة تجعلنا نرفع كل يوم أيدينا لرب السماء أن يسترها معنا، وكل عام وبهجتنا معنا ونحن بخير.