عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

فى برنامج «صباح المحروسة» على قناة طيبة.. سألنى الصديق والإعلامى المتألق خالد النوبى عن رأيى فى الإعلانات الاستفزازية التى أغرقت القنوات التليفزيونية.. سواء أكانت إعلانات عن قصور ومنتجعات.. أو إعلانات التسول والشحاذة!

فقلت له.. إن هذه الإعلانات إنما تعبر خير تعبير عن حال المجتمع المصرى الآن.. والذى انقسم إلى طبقتين:

- الأولى مرفهة.. وتعانى من التخمة والبذخ والإنفاق الجنونى!

- والثانية تعانى من العوز والفقر المدقع.. وتعيش على التسول وأموال التبرعات!

وللأسف تلاشت الطبقة المتوسطة.. التى هى العمود الفقرى لأى مجتمع.. وأساس تطوره وتقدمه!

فقطعاً من حق الأثرياء.. أن يعلنوا عن السلع الخاصة بهم.. سواء أكانت بيعاً أو شراء.. فكل شخص له اهتماماته التى تناسب دخله وإمكانياته.. ولكن المسألة زادت على حدها.. ودخلت فى منطقة «الاستفزاز».. خاصة لمشاعر القطاع العريض من الشعب.. لأن أكثر من 75% من الشعب المصرى.. تحت خط الفقر.. وحوالى 20% ممن يمكن أن نسميهم المستورين.. أما طبقة الأثرياء والمرفهين فهى لا تزيد على 5% من الشعب المصرى!

فهل يحق للأثرياء أن يستولوا على إعلانات الفضائيات بأكملها.. سواء للإعلان عن بيع قصور وفيلات أو منتجعات سياحية.. تستفز البسطاء.. وتؤلب مشاعرهم!

كما أن لها تأثيراً سلبياً على الشباب غير القادر.. فهى إما أن تخلق لديه مشاعر الإحباط والقنوط.. خاصة لو قارن بين إمكانياته وبين إمكانيات وثروات ساكنى القصور.. بينما هو يسكن القبور!

أو أن تدفعه للانحراف.. لرغبته فى الإثراء السريع.. بدعوى أن العمل والاجتهاد لا يجلبان الثراء.. خاصة إذا ما نظر لثروات من أثروا بطرق غير مشروعة وكونوا ثرواتهم فى غمضة عين.. عن طريق سرقة ونهب أراضى البلد.. واستنزاف ثرواتها!

إذن هذه الإعلانات فى منتهى الخطورة.. وعلينا مراجعتها بدقة وإحكام.. فإعلانات الأثرياء ليس مكانها الفضائيات.. ولا الصحف السيارة التى تخاطب العوام والبسطاء!

كما أن إعلانات التسول والشحاذة.. أيضاً لها تأثير بالغ السوء.. خاصة على صورة المجتمع المصرى فى الخارج.. وقد شكا المصريون فى الخارج.. من هذه الصورة السلبية.. وأنهم باتوا يعايرون فى الخارج بها!

صحيح أن كل المجتمعات بها الغنى والفقير.. لكن تركيز الإعلانات على صورة الفقر وأشكاله.. هو ما يعطى انطباعاً سيئاً عن مصر والمصريين فى الخارج.