عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

كثرت وانتشرت فى الآونة الأخيرة عبارة «على قلب رجل واحد»، وتكررت فى خطابات وتصريحات العديد من المسئولين بالدولة، وفى مناسبات مختلفة وبصورة زائدة، قد توحى بأن المصريين منقسمون ومتفرقون وأن المسئولين بحاجة أن ينفوا ذلك بتلك التصريحات. وقد تدعو تلك المقولة الى التأمل فيها قليلاّ. هل المصريون جميعا على قلب رجل واحد؟ فى كل الأمور؟ أم فى بعض الأمور؟ وهل المصريون جميعاّ على عقل رجل واحد؟ بالطبع لا.. وإلا كانت مصيبة وأصبحنا قطيعاّ من الخراف أو «الخرفان» كما يحلو للبعض أن يقول. لقد وجدت نفسى أختبر هذه المقولة على بعض أمور بلادنا وشعبنا. وجدتنى أختبرها على شباب مصر الذين يؤدون الواجب الوطنى الأول وهو الخدمة الوطنية.. التجنيد.. نحن نعلم أن نظام التجنيد وقواعده فى مصر مستقرة منذ سنوات طويلة وانها تنبع أساسا من احتياجات وزارتى الدفاع والداخلية من الموارد البشرية فى الصفوف الأدنى سواء من حيث الكم أو الكيف أو التوزيع الجغرافى. كذلك نعلم أن الوزارتين تعملان باستمرار على رفع مستوى الرعاية والظروف العامة للمجندين. ولكن يبقى السؤال المهم: هل أبناؤنا المجندون على قلب رجل واحد؟ إن أول متطلبات «القلب الواحد» هى المساواة. ونظام التجنيد الحالى لا يحقق المساواة بين أبناء الشعب لأنه يفرق بينهم فى مدة الخدمة الوطنية. هناك شاب يجند لمدة سنة، وآخر لمدة سنتين، وآخر يجند لثلاث سنوات. وهذه التفرقة أساسها المؤهل التعليمى وهى تفرقة ظالمة لا أساس وطنيا لها بل هى تؤكد وتُكرس عدم المساواة بين الشباب. فالشاب الذى اضطرته ظروف حياة أسرته أن يخرج من منظومة التعليم ودفعته إلى العمل ليساعد فى قوت أسرته يعاقب بأن تضاعف له مدة الخدمة الوطنية ثلاثة أضعاف المدة التى يقضيها شاب آخر تيسرت له سبل الحياة، ومكنته من إتمام مراحل تعليمه. وسألت نفسى: كيف لهذا الشاب الذى يقضى مدة تجنيد ثلاث سنوات أن يشعر بالمساواة فى وطنه وهو يعلم أن الدولة فضلت عليه شابا آخر لسبب لا يد له فيه ولا ذنب! كيف يكون هذا الشاب «على قلب رجل واحد» مع من يميزهم النظام عنه ومع شعوره بالظلم وعدم المساواة.  إننى أدعو مجلس النواب الجديد أن يبادر بمناقشة موضوع توحيد مدة الخدمة الوطنية لشباب مصر وأقترح أن تكون هذه المدة 18 شهرا للجميع دون تمييز أو تفرقة. عندها فقط يستطيع أن يكون شباب مصر على قلب رجل واحد مع إخوتهم فى الوطن الذى يعاملهم جميعا على قدم المساواة.