عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

لماذا يصمت الجميع على استخدام وإهانة أطفالنا ومرمطتهم على الشاشات سواء كانوا مرضى أو محتاجين أو أطفالا صغارا جدا؟

هل أصبحت الإعلانات هي المحرك الرئيسي للفنون علينا تجرعها ونصمت عن كل ما تفعله؟ وهل أصبحت ولى النعم الجديد؟ وهل من حق صناع الإعلانات إن يسلبوا منا ذكرياتنا وأغانينا وتراثنا ومن الأجيال الجديدة طفولتهم وبراءتهم بالمعنى المادي والمعنوي؟

لقد كانت العائلة في السابق لا تشعر بالضجر أو الغضب من الإعلانات فقد كانت لطيفة رقيقة تقدم أغنيات سريعة ودمها خفيف، الصورة فيها واضحة ومشرقة والموسيقى سريعة وبسيطة والكلمات قليلة وفى الصميم لذلك كانت الرسالة تصل بشكل سلس وجذاب لقد كانت فنا تجاريا لكنة محترما وراقيا!! ولكن للأسف أصبحت الإعلانات هذه الأيام في كثير منها فاقدة الإنسانية أو الذوق، وأصبحت سهلة لا فنون فيها ولا مجهود فبدلا من تلحين أغان خصيصا للإعلانات تسطو بكل فجاجة على تراثنا الغنائي من أول الليلة الكبيرة وأغانى «عبدالحليم» و«رشدى» ونغير كلماتها الرائعة بكلمات سوقية سخيفة، وبدلا من اكتشاف مواهب جديدة فى الإعلانات تثرى حياتنا الفنية بعد ذلك!! أصبحوا يقدمون لنا الممثلين المشهورين حتى ولو كانوا لا يصلحون!! وهى طريقة أسهل وإن كانت الأغلى والأسخف، وبدلا من أن يقدموا الرسالة مباشرة، تحولت الإعلانات الى حكايات ومواقف تمثيلية مملة قد لا تمت للمنتج المعروض بأى صلة بل حيل حتى تشد المشاهد.

وفى هذا العام شاهدنا حملات كاملة ومكثفة يقوم بها الأطفال وقد تجاوزوا بشكل فج حيث استخدموا اطفال لم تتجاوزوا اعمارهم  الثالثة ؟؟ غير عابئين بنفسيتهم او الإرهاق الذى يصيبهم اثناء التصوير، فالإعلان الذى يستغرق عرضه على الشاشة ثوانى قد يتم تصويرة فى ساعات!! يتعرض فيها الطفل لأجهزة إضاءة وبيئة غير صالحة لطفولة آمنة فسيولوجيا وسيكولوجيا.

إن الإيذاء في إعلانات الأطفال لا يشمل الطفل الممثل الذى يستغله أهله وشركات الإعلانات فقط، بل يشمل أيضا الطفل المشاهد، التي يتعلم ويستخدم الكلمات والألفاظ غير المناسبة المستخدمة في الإعلان.

وبما أن شركات الإعلانات لا تعتنى بالطفولة أو الوطن وبما أن المعلن لا يهمه إلا ترويج سلعته فأنا أتساءل وأنا في غاية الاندهاش.

أين المجلس القومي للطفولة والأمومة الذى لم يتحرك ولم يعترض على الانتهاك الصريح للأطفال؟

أين جمعيات المجتمع المدني التي تعمل مع الأطفال؟

وأين المجلس القومي لحقوق الانسان؟ ألا ينطبق على الأطفال صفة إنسان؟

وهل نحتاج الى إنشاء جهاز حماية للطفولة في مصر ينقذ أطفالنا من الإيذاء والتجاهل؟ طالما قد تخلى عنهم الجميع حتى وهم يستخدمون كسلعة في اقتصاد السوق؟