رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

الذي يحدث في امتحانات الثانوية العامة لم يحدث من ذي قبل، تسريب الامتحانات  وأعمال الغش والملاحظون والمراقبون المتوترون والطلاب المرتبكون..هذه ظاهرة تسيطر علي المشهد خلال هذه الامتحانات، ونضيف إلي ذلك آباء وأمهات وأولياء أمور أصابهم الحزن والاكتئاب لما يجري.. فقلنا من قبل إن مشروع الدولة الجديدة الحديثة التي يحلم بها المصري، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال  حل أزمة التعليم.  وقلنا أيضاً إن محمد علي باشا الكبير عندما قام بنهضة عظيمة وأسس مصر الحديثة، بدأها من خلال التعليم، ولا أحد ينكر هذه الحقيقة علي الإطلاق. بدون  التعليم  لا تتوقعوا خيراً علي الإطلاق.

لذلك ما يحدث في الثانوية العامة لم يحدث علي الإطلاق في الدبلومات الفنية، لأن الذين يخربون يعرفون ماذا يفعلون جيداً، ويدركون أيضاً أن التعليم الفني في مصر فاشل مائة في المائة  وكل ما يعنيهم في المقام الأول هو الثانوية العامة التي تؤهل إلي الجامعات حيث الفكر والبحث العلمي، وتخرج الأمناء علي مستقبل الأمة المصرية.. وبالتالي فإن النكسة التي تتعرض لها الثانوية العامة مقصودة مائة في المائة ولا يمكن أن ينكر أحد أن هناك  عملية تخريب متعمدة.. الهدف  منها بالدرجة الأولي هو وأد المشروع الوطني الجديد للبلاد.

وإلا ماذا يعني تسريب أسئلة الامتحانات، لا تعني فقط وجود إهمال أو مرتشين حصلوا علي أموال مقابل القيام بهذه المهمة الخسيسة، وإنما الأمر يعني في المقام الأول أن هناك اختراقاً متعمداً لأمن الدولة وإصابة البلاد بشرخ يحتاج إلي زمن طويل لعلاجه، خاصة أن الطلاب الذين يتم إلحاقهم بالجامعات، سيكون منهم الباحث والمفكر والأديب والصحفي والمهندس والطبيب وخلافه، وإذا كان أساس هؤلاء خاوياً وقائماً علي الغش فماذا تنتظر  منهم؟!

الفوضي في امتحانات الثانوية العامة، وقبلها في عدم انتظام الطلاب في الدراسة وإرهاق الآباء والأمهات في الدروس الخصوصية والتوتر  والقلق والاضطراب داخل الأسر المصرية كل هذه ظواهر خطيرة متعمدة ومقصودة لإفشال منظومة التعليم في البلاد. ولذلك أدعو الجميع وليس التعليم فقط بالقيام بمؤتمر شامل يحضره كل العقول المفكرة بالبلاد، للخروج بتوصيات مهمة قابلة للتنفيذ للنهوض بالعملية التعليمية، ولا يجوز ترك هذه المهمة الثقيلة علي أكتاف العاملين بالتربية  والتعليم وحدهم فهؤلاء حققوا فشلاً  ذريعاً في هذه المهمة القومية.

أدعو  للمرة الألف جميع المصريين إلي مؤتمر علمي يضم جميع أطياف المجتمع لوضع حلول لكارثة التعليم في البلاد إذا كنا فعلاً نريد بناء دولة حديثة، وألا نترك المهمة للعاملين بمجال التعليم وحدهم بعد هذه الخيبة القوية التي لحقت بنا.

[email protected]