رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

سأترك الربيع الأوروبى والزلزال الإنجليزى، لأقدم مقالًا معلوماتيًّا يعطى الإحساس بالأمل.. فى بنما يدشنون الآن أو هم دشنوا بالفعل توسعات قناة بنما.. وحين تقرأ بعض التفاصيل تعرف أننا فراعنة فعلاً.. وبالمناسبة ليس هذا المقال نفخًا ولا شفطًا، لكنه كاشف لقدرة المصريين حين يريدون أن يفعلوا شيئاً.. نقطة أخرى أن قناة بنما هى المنافس الرئيسى لقناة السويس، لكنها ليست بديلاً أفضل منها!

الآن صحصح معى سأدخل فى حديث الأرقام.. توسعات قناة بنما استغرقت تسع سنوات شغل.. وتكلفت أكثر من خمسة مليارات دولار.. فى مصر أنجزنا توسعات قناة السويس فى عام فقط، وتكلفت ستة مليارات دولار.. عموماً قناة السويس تتحكم فى التجارة العالمية بنسبة سبعة والنصف فى المئة.. وقناة بنما تتحكم فى خمسة فى المئة فقط.. أى أن قناة السويس هى رقم واحد فى التجارة العالمية!

أيضاً هناك معلومات أخرى ينبغى الإحاطة بها.. منها أن عمر قناة بنما ١٠٢ عام، وأن التوسعة الجديدة تسمح بمرور سفن تنقل عدداً يصل إلى ١٤ ألف حاوية، ويمكن أن يبلغ عرضها ٤٩ متراً، وطولها ٣٦٦ متراً، وهو ما يعنى أن قدرتها ازدادت ٣ أضعاف ما كانت عليه فى الماضى.. حدث ذلك بعد التوسعة فقط.. وكانت السفن الكبيرة تضطر للجوء لقناة السويس، كونها الأوسع والأوفر للسفن!

يبقى أن تعرف أن قناة السويس تنقل 18 ألف حاوية، وقناة بنما تنقل بعد التوسعة 14 ألفاً فقط.. فكيف لو لم نقم بعمل قناة السويس الجديدة؟.. إذن كان قراراً مصيرياً واستراتيجياً حقيقياً، بغض النظر عن موقفك إن كانت قناة أم ترعة، تشبه طشت أم وجدى غنيم.. وكنا نقول مش وقته!.. تخيلوا بدأنا بعدهم وسبقناهم، واحتفظنا بصدارة المشهد.. فضلاً عن أنها أعطت مصر دفعة معنوية بعد الثورة!

هذه معلومات بسيطة وسريعة ومهمة لتأكيد أن المصريين إذا أرادوا فعلوا.. ولا يعنى هذا أننا فى خصومة مع قناة بنما.. فقد حضر الفريق مميش الاحتفالات بالتوسعات الجديدة.. وحضر الافتتاح أيضاً قادة نحو ١٠ دول، بينهم رئيس تايوان، تساى إينج وين، ورئيسة تشيلى، ميشال باشيليه.. وأجريت للضيف المصرى مراسم استقبال رسمية، تقديراً له ولمكانته من جهة ولقناة السويس من جهة أخرى!

لاحظ أنه لم يقل أحد فى بنما توسعات إيه؟.. ولم يقل أحد هاتوا فلوسنا دى ترعة.. لا شيء من ذلك حدث.. الرئيس البنمى السابق قال «مع قناة موسعة، ستزداد عائدات الخزانة، وهذا ما سيعود بالفائدة على قطاعات أخرى للنشاط الاقتصادى فى البلاد».. هذا هو الفارق.. لا أحد هناك يعرف السخرية والتريقة والمسخرة.. لكنهم وقفوا وراء صانع القرار، لما للقرار من أهمية قصوى للبنميين!

آخر كلام:

هل تعلم أن قناة بنما لها وزير فى الحكومة البنمية؟.. هل تعلم من هذا التوصيف قيمة القناة بالنسبة لهم؟.. عندنا رئيس القناة رئيس هيئة، وليس وزيرا فى الحكومة.. هل يعنى ذلك شيئاً؟.. أقول الحكاية لا بالوزير ولا برئيس الوزراء.. فقط ينبغى أن تثقوا فى أنفسكم بجد.. مصر إذا أرادت فعلت.. احنا فراعنة!