رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

فى الثلاثين من يونيه الجارى تنتهى فترة ولاية الدكتور نبيل العربى أميناً عاماً للجامعة العربية ليتولى أحمد أبوالغيط مسئولية الأمانة.. ومعه يطمح المرء فى أن تتخلص الجامعة من واقعها المأساوى المأزوم الذى لا يغيب عن أحد.. وهى المنظمة التى كادت تسقط فى براثن المجهول بعد أن أكدت الأيام أنها غدت المنظومة التى لم يعد لها من اسمها نصيب، فلقد جاء أداؤها صادماً لا سيما على مدى الثلاثة عقود الأخيرة، فلم تخرج مؤتمراتها عن كونها اجتماعات روتينية ورقية عديمة الجدوى.. أثبتت الجامعة فشلاً ذريعاً لا سيما فى المرحلة الأخيرة حيث باتت قراراتها غير قابلة للتنفيذ وعديمة الفائدة، بعد أن تحولت الجامعة إلى منظومة لا تستطيع أن تصدر قراراً يخدم قضايا العرب، وغدا نتاجها معاكساً لاسمها، فهى لم تجمع وإنما نجحت فى أن تفرق بعد أن تحولت إلى ساحة تجتمع فيها الأطراف العربية لتوجيه الاتهامات لبعضها البعض، ولم تقدم للمنطقة والعالم سوى قرارات الشجب والإدانة والاستنكار.

وفى ظلها بدا العالم العربى فى حالة ضعف مزرية، وهى الحقيقة التى نطق بها إمام المسجد الأقصى عندما تساءل: (ماذا تفعل الجامعة باستنكارها لما تقوم به إسرائيل وتحميل المجتمع الدولى المسئولية وهو لا ينصف إلا القوى؟.. وبالتالى فإن بإمكان إسرائيل اليوم هدم الأقصى لا سيما وهى ترى العرب غير قادرين على المجابهة، فهم لا يملكون إلا الشجب والإدانة).. ولا غرابة، فنحن نقف أمام أمة ممزقة تقاتل بعضها بعضاً وتنزف دماً.. وهو ما وجدته إسرائيل فرصة سانحة لها للتغول لا سيما، وهى التى تعيش فى سلام دائم مهما ارتكبت من جرائم، وهى مطمئنة على تحقيق مشروعها بالتهام فلسطين وبناء الهيكل دون أن تخوض حرباً أو تحشد جنوداً، فلقد اطمأنت إلى أن العرب غارقون فى المشاكل ومنهمكون فى التآمر على بعضهم البعض.

واليوم يتطلع الجميع فى ظل قيادة «أبوالغيط» أن تتخلص الجامعة من دائرة الفشل التى غرقت فيها، وأن يعيد الأمين الجديد للجامعة هيبتها التى سقطت عبر السنوات الماضية.. لا سيما أن أبوالغيط هو أهل للمسئولية بوصفه السياسى المحنك والدبلوماسى العريق، والمتابع المدقق لسبر أغوار السياسة والتعامل معها بحكمة المقتدر وروية العالم، فلقد عركته الدبلوماسية خلال عمله وزيراً للخارجية على مدى سبع سنوات من 2004 حتى 2011 قدم خلالها رؤى شفافة وتعامل من خلالها مع كل القضايا التى واجهت مصر فى تلك الفترة، وبحكمة وواقعية عالج المواقف والتحديات.. فى ظل أبوالغيط الربان الجديد تتصاعد الآمال فى أن تتبنى الجامعة حلولاً غير تقليدية تتجاوز من خلالها النمط الذى اعتادت عليه بحيث يمكنها اتخاذ آليات جديدة لإدارة الأزمات وعلاج المشاكل داخل المنظومة العربية دون الاعتماد على الخارج غير المأمون والمتربص دوماً بالمنطقة سعياً لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الأمة العربية.

فى ظل الربان الجديد تتصاعد الآمال فى أن تتمكن الجامعة من تحقيق إنجازات تعكس قدرة العرب على التآزر فى اتخاذ القرارات التى تصب بالإيجاب فى صالح الأمة، وأن تكون قائمة على قاعدة التضامن بوصفه السبيل الأمثل والطريق الأقوم لتحقيق مصالح الشعوب ومصالح الدول العربية جمعاء.