عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عسل أسود

ندرك، وجميع المصريين، أن بلادنا تعيش مرحلة فارقة، ما بين تحديات داخلية، ومؤامرات خارجية، تهدف جميعها إلى إفشال تجربتنا، وتفتيت مصر إلى عدة دويلات، أو جعلها خاضعة لأمريكا والغرب لعقود أخري، فمازالوا يخططون إلى استمرار نهب ثرواتنا، ولم يكفهم ما حصلوا عليه، ويساعدهم على ذلك عبيد السلطة، والفاسدون، وللأسف هؤلاء زادت أعدادهم بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة، لكن الإيجابي أن القيادة السياسية المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الهجوم المضاد على ثورتي 25 يناير و30 يونية، وما يمثلانه من طموح مصري لإقامة دولة ديمقراطية متقدمة ومستقرة.

الحقيقة أن مصر لم تكتف بمواجهة واسعة مع الإرهاب سواء في سيناء أو الإقليم، الإرهاب الذي ندرك أنه ممول ومدعوم خارجيا، ويتم التخطيط له في أجهزة استخبارات دولية، معادية للقاهرة، وتري في نهضتها خسارة لها، لذا تجمع الفرقاء ضد مصر لأن مصلحتهم جميعا أن ننظل نعيش في تخلف، رجعية، فساد، ظلم وقهر اجتماعي، وصولا الي تمزيق بلادنا لعدة دويلات، وهو ما أفسدناه في 30 يونية، لكنهم لم يستسلموا، ومصر لم ترضخ، وتحركت في كل اتجاه، واتخذت خطوات إيجابية في العديد من الملفات.

ورغم تعثر العلاقات المصرية الأمريكية، ووصولها حد الصدام، بعد انحياز واشنطن للإخوان ورفضها عزل محمد مرسي، والذي جاء نتيجة ثورة شعبية خالصة، أفسدت مخطط الأمريكان الهادف إلى التهام مصر بمساعدة تآمرية إخوانية، قبض خيرت الشاطر 8 مليارات دولار من إدارة أوباما، إلا أن أمام إرادة المصريين، نجح الرئيس عبدالفتاح السيسي في تحقيق نجاحات في هذا الملف، فهو أخرجنا من زمن التعبية لأمريكا، وفي الوقت نفسه لم يناصبها العداء، وسعي فقط لإقامة علاقات متوازنة معها، فجاء رفع تجميد التسليح في مارس الماضي، ثم إقرار الخارجية الأمريكية مساعدات 2016 لمصر البالغة 1٫3 مليار دولار دون شروط، أو حديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان لأول مرة منذ 2013، ثم عقد الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي لأول مرة منذ توقفه في 2011، ليصب في اتجاه رغبة عدد كبير من اعضاء الكونجرس الأمريكي في عودة العلاقات قوية مع القاهرة باعتبارها حليفا مهما في منطقة الشرق الأوسط، وهي نتائج إيجابية جداً في العلاقات بين البلدين، والذي نجحت فيه مصر مع إقامة علاقات قوية أيضاً مع دول أخري أبرزها روسيا والصين.

كما حققت مصر نجاحا قوية في ملف بالغ الأهمية والخطورة معا، فمع تصاعد الموقف في الشرق الأوسط ورحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتولي شقيقه سلمان الحكم في المملكة العربية السعودية أراد الإخوان الاصطياد في الماء العكر، وإفساد العلاقات القوية بين الرياض والقاهرة، مستغلين وجود خلاف في الرؤي وليس في المبادئ بين البلدين في حل أزمتي سوريا واليمن، وحاول الإخوان تقديم أنفسهم على أنهم الحليف المناسب لــ «آل سعود» لتنفيذ مخططها، ومع عقد الاتفاق النووي الإيراني زاد الضغط على السعودية إلا أن رسائل قوية من القاهرة، التقارب مع الإخوان خط أحمر، ولن تقبل به القاهرة، حتي لو اضطرت إلى تغيير تحالفاتها، والنظر نحو طهران، وأن العلاقات بين مصر والسعودية يجب أن تبتعد عن اللعب بالنار، وهو ما وضح في جولة وزير الخارجية المصري سامح شكري بدول الخليج، ليأتى الرد سريعاً بزيارة ولي ولي العهد السعودي للقاهرة، ولقاء الرئيس السيسي وإصدار إعلان القاهرة الذي يعتبر بمثابة تحالف ثنائي في مختلف المجالات، وصفعة قوية لأعداء البلدين، مما يثبت أن القاهرة تدرك أوراق اللعبة جيدا، والأهم أنها تستثمر ما تملكه من أدوات بما يحقق مصالحها، وهي رسائل تطمئن الداخل حول ملف العلاقات الخارجية.

الإيجابي أن تحرك مصر المميز خارجيا يقابله نجاحاً داخلياً يتمثل في افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ورغم حملات التشكيك في المشروع، إلا أن الثقة بين الرئيس والشعب، والاهتمام العالمي يؤكد أننا عمل عملاق سوف يعود بفائدة كبيرة على شعبنا، وعلينا أن نفرح بإرادتنا كمصريين، ودعونا ننتظر النتائج الإيجابية، ونفخر بما حققنا.

وأخيراً جاء اعتماد الرئيس لقوانين الانتخابات البرلمانية، ورغم بعض التحفظات، إلا أنه إعلان حقيقي لإنجاز البرلمان، وانتخاب مجلس النواب كآخر استحقاقات خارطة الطريق، برلمان نتمني أن يكون قوياً، ويقود ثورة تشريعية وتنموية، ويراقب آداء الحكومة، ويبقي الرهان الأخير عليه الشعب بأن يحسنوا اختيار من يمثلهم في تلك المرحلة الفارقة، التي تتحرك مصر فيها إيجابياً، رغم إدراكي أن طموحاتنا عالية جداً بعد ثورتين.

 

[email protected]