عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

حكايات حرب العاشر من رمضان تدعو للفخر.. بطولات الجنود وضباط الصف والضباط تحتاج إلى مجلدات لتسجيلها.. وإذا كانت الحركة الفنية قد أخفقت - برضا أو عمداً - فى تسجيل أهم حدث فى المنطقة العربية خلال العصر الحديث.. فإن الحركة الثقافية مطالبة بتعويض هذا القصور الخطير.. عوامل الزمن تلعب لحساب أعدائنا.. فقد مر على ملحمة الانتصار ما يقارب النصف قرن.. ونظرة سريعة على الواقع، مدعومة بحقائق الحياة، تؤكد أن الذين شاركوا فى الملحمة ومازالوا أحياء يتناقصون.. أو يفعل الزمن أفاعيله فى ذاكرتهم.. كثير من قادة الحرب الكبار ذهبوا إلى جوار ربهم.. وقليل من قيادات الوسط مازالوا بيننا أحياء يرزقون.. وربما كان الضباط من أصحاب الرتب الأصغر وقت الحرب على قيد الحياة.. وربما كان العدد الأكبر منهم مازال يذكر كثيراً من أحداث القتال.. وبطولات الأفراد التى لم نسمعها من قبل.. أحاديث كثير منهم فى الإذاعة والتليفزيون فى الأيام الأخيرة، تؤكد أنهم يملكون قصصاً نحتاج إليها اليوم.. نحتاجها لنزيد ارتباط الشباب بالجيش.. ليعلم شباب مصر اليوم ماذا قدم الشباب فى الجيش بالأمس لتحرير تراب الوطن.. تماماً كما نعرض لهم إنجازات الجيش اليوم.. حكايات البطولة التى سطرها جنودنا البواسل تستحق أن نجمعها.. ونرويها لأبنائنا وللأجيال القادمة.. ما نسمعه من حكايات البطولة يستحق أن نحولها إلى جزء من سيرتنا الشعبية.. يغنيها منشدو السير والمواويل فى القرى والنجوع.. تتحول إلى أوبرات.. وسير.. وأوبريتات.. وقصص.. وروايات.

أحسب أن وزارة الثقافة عليها أن تبذل مجهوداً كبيراً لجمع حكايات البطولة فى حرب رمضان.. وكما جمع الأبنودى السيرة الهلالية.. ورواتها.. ومغنيها.. ومتونها المختلفة.. وكما جمع عبدالرحمن الشافعى الحكايات والروايات من القرى قبلى وبحرى وحولها إلى أعمال مسرحية واستعراضات.. ويمكن أن تتولى الوزارة مشروعاً قومياً لجمع حكايات عن أبطال وبطولات حرب رمضان.. ويمكن أن تنفذ هيئة قصور الثقافة المنتشرة فى أنحاء الجمهورية جمع هذه الحكايات.. ويمكن أيضاً لصندوق التنمية الثقافية أن يتبنى هذا المشروع.. المشروع أيضاً يمكن أن يتولى الشباب فيه جمع الحكايات من قراهم ومدنهم.. وتدوينها.. وتحقيقها.. وصياغتها فى صور مختلفة.. فالشعراء يكتبونها قصائد.. والأدباء يحولونها إلى روايات.. وهواة الفنون التشكيلية يستوحون منها اللوحات والمجسمات.

ما سمعته الأيام الماضية من حكايات البطولة فى حرب رمضان كله جديد لم أسمعه من قبل.. ملأنى شعورا بمدى التقصير الذى ارتكبناه فى حق أنفسنا.. وأبطالنا.. والأجيال الجديدة.. وجنودنا البواسل.. وجيشنا العظيم.. فهل نتدارك هذا القصور؟

‏Email:[email protected]