رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

كان الله فى عون العاملين بالأجهزة الرقابية فى مصر.. ولا أدرى كيف يمارسون عملهم بكل حيادية وشرف وشفافية - كما حددها لهم الدستور - وهم يرون ما أصاب هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات.. من بطش وتنكيل وقهر.. بدءاً من إقالته من منصبه.. حتى وصل الأمر إلى أسرته نفسها..بفصل ابنته شروق من النيابة الإدارية!

لا أدرى كيف يعملون وهم يرون رأس الذئب الطائر.. هشام جنينة.. هذا الرجل الذى أراد أن يمارس عمله بكل نزاهة بما يرضى الله.. وما يحافظ على مصالح الوطن.. فدخل فى معارك «دون كيشوتية».. مع أباطرة الفساد فى بلادنا.. متخيلا أن الحق يعلو.. ولا يعلى عليه.. فإذا به بين أنياب الأسود المتوحشة.. فحطموا عظامه.. ونهشوا لحمه فى فضائياتهم.. مستخدمين ضده أحط وأقذر الأسلحة.. وكذلك استخدموا ضده نوعية من أسوأ نوعيات الجنس البشرى.. فلم يتركوا نقيصة إلا وألصقوها بالرجل.. حتى أننى نصحتهم ذات مرة - ساخراً - عندما رأيت محاولاتهم الخسيسة للقضاء على الرجل.. بأن يبحثوا له عن فضيحة.. من نوعية «مونيكا  لوينسكي» بتاعة كلينتون.. حتى تقضى عليه للأبد!

وللأسف فى النهاية.. استطاعت هذه العصابات المتوحشة من آكلى لحوم وحقوق البشر.. تحقيق النصر على جنينة بالضربة القاضية..بل وبالمخالفة لكل قواعد وأصول اللعبة.. فبعد أن أطلق الحكم صافرة المباراة.. معلنا تفوق الفساد على محاربه.. وانتصار الباطل على الحق..واصل الفساد توجيه ضرباته لجنينة حتى وصل الأمر لفصله.. بل والتهديد بسجنه.. ولم يكتفوا بذلك وإنما استداروا لأسرته.. لتأخذ نصيبها من القهر والظلم والعدوان.. ليكون جنينة وأسرته عبرة وعظة لكل مسئول لا يفهم قواعد اللعبة.. ولا يدرك أن الميه.. ما بتطلعش فى العالى!

والسؤال هنا: هل ما أعلنه جنينة عن حجم الفساد صحيح.. الذى قدره بحوالى 600 مليار فى أربعة أعوام.. بمعنى أن كل عام حوالى 150 مليار جنيه؟!

كلا والله فإن حجم الفساد أعلى مما أعلنه جنينة بكثير.. وأنا وأنت نعلم ذلك!

باختصار ما يحدث مع جنينة.. هو جولة من جولات الحرب.. انتصر فيها الباطل على الحق.. لكن والله لن يدوم ذلك طويلاً.. هكذا وعدنا الرحمن.. ووعده حق.