رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

فى كتابه العمدة «فهم الإعلام» ألقى المفكر الكندى الشهير مارشال مكلوهان نظريته القائلة «الوسيط هو الرسالة»، والتى يعطى فيها الأهمية الكبرى لجانب التكنولوجيا فى العملية الإعلامية التى تتضمن المرسل والرسالة والوسيط والمتلقى، وطبقاً لهذه النظرية فقد ضاعفت تكنولوجيا الإعلام من قدرات حواس الإنسان بحيث أصبحت امتداداً لهذه الحواس، فأصبح قادراً على أن يرى أحداثاً تجرى عبر البحار ويسمع أصواتاً تأتيه عبر الفضاء، وقد تصدى كثير من علماء الإعلام لـ«مكلوهان» مدافعين عن أهمية المحتوى الإعلامى التى تفوق فى نظرهم أهمية التكنولوجيا. كان ذلك فى فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضى أى قبل أن يحل عصر الأقمار الصناعية واستخدامها فى البث التليفزيونى المباشر بنحو ربع قرن. وقد أنصف عصر الفضاء مارشال مكلوهان الذى طور أيضاً نظرية «القرية الكونية»، التى تشكلت بفضل التكنولوجيا، والتى أعادت الإنسان إلى الحياة القبلية البسيطة حيث يعرف كل أبناء القرية بعضهم البعض ويحسون بمشاعر متبادلة فى الأفراح والأحزان.

وفى ضوء هذه الأهمية الكبيرة لدور التكنولوجيا فى الإعلام يمكننا فهم قيام دولة صغيرة مثل قطر بمغامرة إطلاق قمر صناعى خاص بها فى عام 2013، وهو القمر سهيل سات الذى انطلق فى وقت اكتظت فيه سماوات المنطقة بأقمار النايل سات والعرب سات واليوتل سات وغيرها، ولكى يتميز سهيل سات تم تزويده بأحدث ما فى جعبة تكنولوجيا الاتصالات من ابتكارات، ولكن هذه المركبة الفاخرة لم تجد لدى قطر ما تحمله من بضاعة، فقد تواكب إطلاقها مع إفلاس قناة الجزيرة الإخبارية بعد سلسلة الفضائح التى ألمت بها بسبب الأخبار المزيفة والحماقات التى ارتكبتها وهى تحاول دس أنفها فى الشأن المصرى والعمل على مناصرة الجماعة التى لفظها المصريون.

وكان حل مشكلة أو أزمة المحتوى هو اللجوء إلى الرياضة خاصة كرة القدم صاحبة الشعبية الطاغية بين المصريين والعرب بشكل عام، وقد أنفقت قطر مليارات الدولارات لاحتكار إذاعة كل بطولات كرة القدم المهمة، وقد بانت نواياها دون مواربة مع انطلاق بطولة الأمم الأوروبية المقامة حالياً حيث اشترطت عند تجديد عقود مشاهدة هذه البطولة فى مصر أن تكون المشاهدة عبر القمر سهيل سات مع فرض رسوم باهظة نظير الاشتراك، فهل اكتفت قطر بذلك، لا ولكنها أنفقت أيضاً الكثير لتشكيل باقة من المواد الترفيهية تسوقها إلى جانب الرياضة ما يعطى مؤشراً لحركتها فى المستقبل.. فماذا نحن فاعلون؟!